في عام 1436هـ تم افتتاح أول حديقة مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة جدة بحي السلامة . وعلى هامش افتتاحها قيل أنها تعد أول حديقة مخصصة بالكامل لذوي الاحتياجات الخاصة وتهدف الى توفير متنفس لهم يساهم في اندماجهم بالمجتمع ويكسبهم الثقة ويعزز ارادتهم في المشاركة المجتمعية الفعالة ؟! الحقيقة لا اعرف اذا كان ذوي الاحتياجات الخاصة قد جاؤوا من كوكب آخر وبالتالي يجب نبذهم في العراء واستبعادهم في محميات خاصة بهم ؟! وهل استحداث حدائق خاصة بهم بعيدا عن بقية الناس يعد تكريما أم انتقاصا من حقوقهم ؟! يعني كيف يكون عزلهم في أماكن خاصة بهم بعيدا عن بقية المجتمع (وسيلة) لمنحهم الثقة في انفسهم وبالتالي تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ونحن نمارس معهم سياسة الفصل (العزل) بعيدا عن المجتمع ؟! ذوي الاعاقة ليست مشكلتهم مع الاعاقة في المقام الأول بل مع المجتمع الذي لا يرحم وينظر اليهم بدونية بل وسخرية في الغالب حتى في وسال الاعلام ! وبالتالي أعتقد أن مد يد العون للمعاقين تكون عن طريق دمجهم في المجتمع وسن القوانين التي تحث على احترامهم ومعاقبة كل من يسيء اليهم قولا او فعلا أو حتى بالإشارة . اعتقد أنه من الأنسب ان يكون هناك أماكن مخصصة للمعاقين في كل الحدائق تتوافر فيها البيئة والامكانيات التي تسمح لجميع المعاقين ومختلف الفئات السنية ان يمارسوا أنشطتهم بسهولة ويسر . وفي هذا يمكن أن يشعر المعاقين بأنهم جزء من المجتمع وعنصرا فاعلا فيه وليس عبئا عليه . لقد احسنت وزارة التعليم صنعا عندما دمجت ذوي الاعاقة مع الأصحاء في بعض الفصول دون تمييز ونتمنى ان نجد ذلك في الحدائق والمنتزهات والملاعب وبقية المرافق والخدمات . المجتمع بحاجة الى تأهيله على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات من خلال اقامة الدورات التدريبية والحملات الاعلامية بل وإدراج ذلك في المناهج الدراسية في كل المراحل ويمتد ذلك كي يشمل العاملين في القطاع العام والخاص . اخيرا أتمنى أن يكون هنا عضو معين من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجالس البلدية وكذلك مجالس المناطق كي يكونوا الصوت المعبر عن هؤلاء لدى الجهات المعنية من خلال نقل مطالبهم واحتياجاتهم ومتابعة تنفيذها في مجتمع تجد فيه (33) معاق بين كل (1000) شخص أو يزيد وبنسبة تقارب ما بين 7 ـ 10 % من اجمالي عدد السكان وفق احصائية أخرى .