بين حين وآخر يصدمنا احدهم برسالة الكترونية تحذيرية مطولة مفادها أن اللحوم التي تقدم ضمن وجبات المطعم الفلاني هي لحوم خنزير أو ممزوجة بزيوت الخنزير , أو أن المطعم العلاني وجباته مشبعة بالمواد المتسرطنة أو مكونات تسبب السرطان , وأن المنتج الفلاني اكتشفوا فيه نسبة لابأس بها من شحوم الخنزير . وتجد آخر يدلي بتحذير متقدم ويعلن أن الدواء الفلاني له مضاعفات تؤدي الى السكتة الدماغية او الفشل الكلوي أو أمراض القلب والشرايين واحذروا من المسكن العلاني فقد أثبتت الدراسات انه يسبب الموت المفاجئ والشلل والرعاش والخرف و و و .... والأغرب من هذا أنهم يرجعون مصدر أخبارهم لأبحاث أجريت في الغرب في جامعات معروفة على تلك الوجبات أو تلك الأدوية .
المتداولون لتلك التكهنات مابين مصدق ومكذب وما بين واهم وموهوم هل يستمرون في الرضوخ لطلبات الأبناء الملحة في الأكل في تلك المطاعم ؟ وإلا يقبعون في منازلهم يأكلون وجبات تحوي في مقاديرها موادا مسرطنة ؟ وعندما يمرضون هل يتناولون ذلك المسكن الذي يؤدي لمضاعفات تودي بحياتهم ؟ وإلا يقبعون في منازلهم يتضورون ألما ؟
أولئك المتداولون الحيارى مساكين لم يجدوا لهم طريقا يسلكوه حتى ينجوا من الموت , فرسائل المجتهدين والمتمعرفين تعصف بهم , ودراسات الجامعات ومراكز الأبحاث الغربية تودي بحياتهم , وصمت هيئة الغذاء والدواء يحيرهم , فلا نكاد نسمع للهيئة الموقرة إلا همسا على الرغم أن رؤية الهيئة التي ترغب تحقيقها هي ( أن تكون الرائدة إقليميا في مجال الغذاء والدواء ....) ورسالتها هي ( ضمان سلامة الغذاء ومأمونية وجودة وفعالية الدواء ....) فأين الريادة والضمان في تلك الحالات الأنفة الذكر إذن ؟
ياهيئتنا الكريمة اسكتي أولئك المتطاولين - في الداخل والخارج- على غذائنا ودوائنا وادمغيهم بالحقائق وازرعي الطمأنينة في نفوسنا على أنفسنا وأبنائنا واخبرينا دائما هل غذاءنا سليما وهل دواءنا نقيا ؟؟ أتمنى أن أرى
مواقع التواصل تعج برسائلك التثقيفية وبأقوالك الفاصلة في مسائل الغذاء والدواء . تحياتي لكل جهد تقومين به .