أحياناً تتحول تلبية الدعوة وحضور بعض المناسبات إلى غصة تصيب بالأحباط وتزرع داخل المدعو خيبة أملاً عريض عندما يشاهد رجل كبير في السن يتصدر المجلس ، يفترض فيه الوقار والحكمة ، وحوله عدد من الشباب صغار السن من ابنائه وأحفاده وغيرهم من ابناء الوطن والذين هم عماده، وإذ به يتبين ان هذا الوقور متهالك في فكره متخلف في عقله ، و أنه يهرف بمالا يعرف!
ينتقد مسؤولاً في الدولة ونظاماً في مؤسسة، يشتم هذا القرار ويسب ذاك المسؤول ، يدعو بالويل والثبور وتعاسة الامور ، يصور كل ماحوله في وطنه انه ذاك التنين الذي يخرج النار من جوفه ليحرق ابناء الوطن !
فتارة ينتقد المرور وانظمته واخرى ينتقد ساهر وقسائمه وحين حساب المواطن وتوابعه وو و و إلخ !
ويتضاعف داخلك كم كبير من الاحباط عندما يقترح هذا المتهالك بفكرة المتخلف بعقله انظمه بديلة عن ما سنته الدولة ، مقترحاً بكل فجاجه ان تطبقها الدولة من اجل ان ترتقي لهواه الردئ لكي يمنح الوطن رضاه الغير مأسوف عليه .
لدرجة ان المستمع يصاب بالاشمئزاز من هذه النوعيات التي يخال له انها لاتمت للوطن والمواطنة بصلة ، بل هو عدواً مظلاً مبين، يغذي فكر الشباب بجرعات عالية من كره وطنهم ويصور لهم أن كل شئ فيه خُلق ضدهم ، ويحث الخطأ نحو تنمية التمرد داخلهم على الأنظمة ويذكي نار الحقد الدفين ضد كل شي حولهم!
من بحور هذه العقول ، لاغرابة ان يطفو على السطح شباب منحرف بفكره ساخط بتصرفه على منجزات بلده ، يمارس التدمير والتخريب لكل شي تطاله يده ، ليظفي على المكان جو من الكئابة التي أنخلقت داخله!
وعندما تحاول ان تحاور هذا المتهالك وتسأله ياشيخنا الوقور هل تعرضت لأذى من تلك الانظمة التي تدعي انها ضدك انت وأمثالك ؟
يرد بكل برود لا ، ولكن .... ويسترسل بحديث اقل مايوصف به انه غبي مما يضاعف داخلك كم كبير من الإحباط .
وعبثاً تحاول ان تبدي له برأيك ان هذه الانظمة خلقت بعد دراسة مستفيضة وتخطيط مـحكم لتنظيم حياتك بالشكل الصحيح ، وانها تصب في صالحك وصالح ابناء الوطن عموم وان تصرفك هذا يخلق جيل منحرف يجعله ينقاد بسهولة لأعداء الوطن الذين قد يستغلون تذمره وسخطه وربما سمموا افكاره ليكون خنجراً في خاصرة وطنه، ينفجر ذك المتهالك في وجهك بكل شتائم الدنيا حتى تبتئس !
فيا أيها القدوة سواء كنت كبير سن أو تربوياً وموجه أو غيرة من فئات المجتمع ، كن حريص في قولك مرتقياً بفكرك ، ولاتكن معول هدم من حيث تدري ولا تدري!
وتذكر أن سخطك لن يغير شئ من تلك الانظمة والقرارات ، فالدولة أيدها الله ماضية بما تراه هي لا أنت ...
دمتم بود ..
بقلم / محمد بن جهز العوفي.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
خالد العمري
03/04/2018 في 10:19 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل استاذنا الجهبذ
(0)
(0)
زائر
03/04/2018 في 3:10 م[3] رابط التعليق
مقال فاشل وتفكيرك سطحي ..انت حكمت على الكبار بالتخلف …هذا حديث الناس عامه في كل مجلس في شؤن حياتهم اليوميه والي يحصل معهم…تبغاهم يسكتون ولا يتأملون بعض ..انت تهرف بما لاتعرف
(0)
(0)
محمد
03/04/2018 في 5:50 م[3] رابط التعليق
كلام جميل.
نعم الكثير محبط لنفسه ولمن حوله نظرته دونيه.
(0)
(0)
زائر
03/04/2018 في 8:10 م[3] رابط التعليق
هذا بالله من قال له يكتب مقال على أساس أنه انسان ؟
تشنيعك لكبير السن وألفاظك الوقحة مردودة عليك ودليل على سوء تربيتك وانحطاطك ..
من أنت حتى تصادر آراء الناس وتقلل من شأنهم ؟!
(0)
(0)
ثامر العوفي
04/04/2018 في 9:21 م[3] رابط التعليق
أبدعت أخي محمد ،
مقالٌ رائع ومترابط الأفكار ، وهذا حال غالب مجالسنا للاسف ،
نرجو من الله صلاح الحال للأفضل إن شاء الله .
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي..
05/04/2018 في 12:10 ص[3] رابط التعليق
كل الشكر لكل قرائي الأعزاء شاكر ومقدر اشادتكم ولطف دعمكم .. متمني ان يكون ما اطرحه يرتقي لذائقتكم ومستوى رضاكم ..
(0)
(0)