أمي برحيلها أُقْفل باب من أبواب الجنة بوجهي ، لقد غادرت عن حياتي ، وانتقلت لبارئها إلى رحمة الله الواسعة ، اللهم اغفر لها وتقبل عملها ، واحشرها مع الأخيار ، أنا أعلم أنني مهما كبرت تبقى أمي ، ومهما تدرجت بمراحل عمري هي أمي ، لا أستطيع أبداً الاستغناء عنك لأنك أمي ، و كل من حولي مهما كانوا لن يستطيعوا أن يحلوا مكانك ، أمي لقد أسست بي الأدب والأخلاق بدءاً من احترام وحب وتقدير والدي أطال الله بعمره وعافاه من المرض ، ودائماً أتذكر توصيتك به وبأخوتي وأخواتي ،  لقد غرستي فيني المحافظة على صلاتي ، حتى وصلتي بالتوصية بحب وود كل الجيران والتواصل مع الأقارب ، أمي نبع الحنان ومصدر حبي للناس ، لقد أسستِّ بي العفو عند المقدرة ، وعبارتك الشهيرة   " يمه ماعليك ولا تحاسب ، افعل الخير الله يرزقك" ، ودائماً تلتمسين العذر للناس من حولنا إن قصروا أو أخطأوا ، ولم تسمحي لسوء الظن أن يطفو على العلاقات بيننا وبين من حولنا ، وتأكدوا ما وصلت لمكانتي في العلم إلا بحرص أمي وفرحها لي ، آهٍّ يا أمي أي عبارة توفيك حقك ؟ ، أي دعاء يسعه صدري؟ ، ماذا أكتب لك يا أمي ؟ ، أمي وطن وليست أمراً طارئاً ، نعم هي كل أوطاني وبلسم فؤادي ورحيق حياتي ، لا تلوموني هي أمي ، أردد لها كلمات الشاعر / أحمد شوقي:
الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا..
أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ..
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا..
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ..
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى..
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ..