أشعرُ بامتنانٍ حقيقي, لا مُنتهي, امتنانٍ مُستثنى.
ذاكَ الامتنانُ الذي أُقدمه كهبةٍ للقلمِ, الأفكارِ, والكتابة.
الكتابةُ بالنسبةِ لي أشبه بقطراتِ المطر الذي يُعمر الأرض, ويسقيها غيثاً يُحييها بعد ما أصابها الجفافُ وأماتها !
الكتابةُ هي روحُ للروحِ اليائسة, وهي أملٌ إن فُقد الأمل !
الكتابةُ جمالٌ أخاذ, جمالٌ يُصور لنا الأمور بأبهى صورها !
الكتابةُ هي المتعة التي تعقبها سعادة, وهي السعادة إن فُقدت !
الكتابةُ قد تكون تنهيدةُ شوقٍ, أو تيهُ قلبٍ, أو ضوءُ عقلٍ !
وقد تكون عمارة لوطنٍ, أو توبةُ مذنبُ !
الكتابةُ تأتي من جهةٍ عقلانية, ومن جهةٍ عاطفية, وقد تأتي ما بين وبين !
الكتابةُ هي العقلُ لمن فَقد السيطرة على عقله, وهي القلبُ لمن فقد عاطفته !
الكتابةُ عطاء ببضعةِ سطور, عطاء لمن لم يجد العطاء !
الكتابةُ قد تبني فكراً وتُبدله, قد تُغير شخصاً وتنتشله !
الكتابةُ مأوى لمن لا مأوى له, ودواءٌ لمن لا دواء له !
شغفٌ حقيقيّ هي الكتابةُ كما القراءة, وهي الطريق إن فُقد الطريق !
هي الهواءُ النقيّ الذي نستنشقه بين الفينةِ والأخرى, وهي القمر الساطع بين آلافِ النجومِ حوله في ليلةٍ مُظلمة !
هي الحياة لمن فقد معنى الحياة !
أنا كما أنا, كما تروون, وكما أُبديه لكم.
مُمتنة كُل الامتنان لمهنتي ككاتبة, أرى الكتابة كما صورتها, أراها جُزء كبير من حياتي, ووقتي, سعادتي, واهتمامي.
أراها تشغل فكري طوال يومي, أراها الجزء الأيسر من قلبي.
هي شغفي الذي سيمتد حتى إن بلغتُ من الكبر عِتياً.
أشعر بشعورِ الطير الذي يُرفرف في سماءِ الله الواسعة إن شعرت من قُرائي الرضا على ما كتبت, وما رأته أعينهم من سطورٍ لامست جزء من يومهم.
أشعر بمسئوليةٍ عظيمة فيما أُقدم من عناوين, وانتقاء للأحرف؛
ولكنها مسئوليةٌ مُمتعة, مسئوليةُ عطاء لكُل من هُم حولي.
أُحاول جاهدة أن ألمس قلوب الجميع !
قلبُ اليائس من جهة, وقلبُ المٌتعب في الجهةِ المقابلة !
قلبُ الخائن لوطنه, وقلبُ الغاضب لوالديه !
قلبُ الفقيرِ العابر, وقلبُ الغنيّ الجائر !
قلبُ من يخدش قلبه بأفكارٍ سلبية, ومن يخدشه باعتقاداتٍ فلسفية !
أُحاول جاهدة أن أقف بجانبِ المثقلون بالهمومِ؛
كالظلِ؛ ليتسنى لهم رؤية الجانب المشرق من الحياة !
أنت نعم أنت يامن تقرأ سطوري تلك:
كُن مُمتناً لمهنتك, وقدم لها كُل ما بوسعك, وإيَّاك أن تفقد شغفك بها.
ومضة:
متى ما اقتنى مقالي شخصاً وجد به ذاته, دموعه ملئت يومه, وحيداً في خضم الحياة؛
فلا قريب ولا صديق, ذاكَ الشخص الذي يتنفس تنفس الصُعداء, بعيداً عن وطنه, وفي نهايةِ المطاف يبتسم ابتسامةٍ عذبة؛
لمجرد إيجابية فحواها :
الحياةُ أبسط مما نتخيل.
هُنا أستطيع أن أقول:
العظمةُ للكتابة !
الكاتبة: بُشرى الخلف
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
23/02/2018 في 8:17 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
23/02/2018 في 8:21 م[3] رابط التعليق
لافوض فوك . كاتبتنا القديرة .
كلمة صادقة ، وقلم سيال ، وأفكار نيرة .
هذا ما تعودناه من كاتبتنا الفاضلة .
لك مني دعوة صادقة بالتوفيق والتسديد
اخوكم/ ابو محمد
(0)
(0)
زائر
24/02/2018 في 1:57 ص[3] رابط التعليق
ما اجمل كلماتك التي حلقت بي حتى لم اشعر بالوقت لاجدني انتهي من المقال وانا اقول ليتها اكملت ليتها لم تنتهي من عذوبة الكلمات ونبل العبارات التي انعشت القلب لحظة ملامستها له
ان لم يكن الكُتاب مثلك فلا حاجة لاقلامهم
بوركتي صديقتي
نوره
(0)
(0)
عدنان
05/03/2018 في 1:43 ص[3] رابط التعليق
لديك قلم رشيق ابحر بنا الى عالم الكتابة ، بحق انت مكسب لهذه الصحيفة وينتظرك مستقبل باهر
(0)
(0)
عدنان
05/03/2018 في 1:43 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
عدنان
05/03/2018 في 1:44 ص[3] رابط التعليق
حلقت بنا في عالم الكتابة وتفردت في تشخيصها ، وفقك الله
(0)
(0)