مرّ الإشراف التربوي بعدة مراحل تطويرية متلاحقة، وجميعها جاءت استجابة لحاجة فعلية بالميدان التربوي بناء على التوسع المطرد بالتعليم العام والخاص، والرغبة الملحة من قبل الإدارة العليا للتطوير وكسر الجمود عن طريق إحداث تغييرات إيجابية يكون أثرها على الطالب مباشرة .
وقد اتخذ الإشراف التربوي في المملكة أنماطا تطبيقية متعددة واكبت التطور الحضاري الذي شهدته الوزارة خلال فترات زمنية متعاقبة.
فبدءا من مــرحلة التفتيش 1378هـ مرورا بمرحلة التفتيش الفني 1384هــ ثم مرحلة التوجيه التربوي 1387 هـ وصولا لمرحلة الإشراف التربوي 1416 هـ، والتي اعتمد فيها مسمى مشرف تربوي بدلا من موجه تربوي.
لذلك يعتبر المشرف التربوي هو الخيار الأفضل لإحداث تغيير حقيقي بالميدان التربوي، وبالرغم من أهمية جميع الأطراف بميدان التعليمية بدءا من الطالب الذي ندور جميعا بفلكه ولأجله مرورا بالمعلم الذي بدونه لا يمكن أن تتحرك عجلة التعليم قدر أنملة، إضافة لتلك الطواقم الإدارية والفنية بالمدارس، وهي بلاشك لا يمكن تحييدها أو تجاهلها عند التفكير بعملية التطوير أو إحداث تغيير للأفضل بالبيئة المدرسية أو التعليمية، وإن المتأمل في واقع الإشراف التربوي سيلحظ تغييرات إيجابية أفضل مما كان عليه في مراحله السابقة، فاصبح المشرف التربوي يمتلك قدرة أكبر على التأثير بالميدان التربوي من أجل تحسين وتطوير البيئة التعليمية بكافة جوانبها.
ويعتبر المشرف التربوي الخبير هو الخيار الأفضل لإحداث التغيير التربوي بالميدان التربوي والتعليمي لعدة أمور من أهمها:
أولا: قدرة المشرف التربوي على تهيئة الميدان التربوي والمجتمع المدرسي نفسيا لتقبل التطوير وتخفيف حدة المقاومة من الداخل:
من طبيعة النفس البشرية هي التخوف من التغيير، والمقاومة لذلك التغيير غالبا، وذلك بسبب أن الناس أعداء ما جهلوا أولا، وغالبا تكون الأمور فى بداية عملية التطوير غير واضحة للمستفيد النهائي (المعلم والطالب)ً.
لذا يعتبر المشرف التربوي مفتاحا من مفاتيح نجاح خطط التطوير التربوي وتخفيف حدة المقاومة الداخلية للتطوير أو التغيير وذلك عن طريق الإعداد النفسي والتهيئة الذهنية للتطوير؛ مما سينتج عن ذلك الإعداد النفسي والتهيئة الذهنية للتطوير تجنب مقاومة الميدان التربوي للتطوير أو تقليل حدة تلك المقاومة على أقل تقدير.
ثانيا: يعتبر المشرف التربوي هو الخيار الأنسب لعضوية فرق ولجان التطوير سواء على المستوى الوزاري أو على مستوى لجان إدارات التعليم.
المشرف التربوي يعتبر الخيار الأفضل لعضوية الفرق الداخلىة الداعمة للتطوير أو التغيير المرغوب، كما أن الأمر الأكثر أهمية هو مقدرة المشرف التربوي على التعامل مع المشاريع الوزارية والعمل على فهم غاياتها والقدرة على تحقيق أهدافها.
ثالثا: قدرة المشرف التربوي الخبير على التنبؤ بالعقبات التي ستقابل مشاريع التطوير والتغيير الوزارية
يستطيع المشرف التربوي الخبير توقع العقبات التي ستقابلها عمليات التطوير والتغيير والمشاريع الوزارية أثناء مرحلة التخطيط مما يعطي الوزارة أو جهة التطوير مساحة إضافية لمعالجة تلك العقبات قبل مرحلة التنفيذ مما سيوفر كثيرا من الجهد والوقت. وبالمختصر يستطيع المشرف التربوي الخبير المشاركة مع لجان الوزارة وضع الصورة الكاملة للتغيير المطلوب وتحديدها.
رابعا: قدرة المشرف التربوي على التمهيد للانتقال التدريجى من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ :
فعند رغبة الإدارة العليا لعمل التطوير وإحداث التغيير، يبدأ دور المشرف التربوي من خلال تحويل الصورة الكاملة للتطوير إلى أعمال وخطوات تنفيذية فعلية.
خامسا: قدرة المشرف التربوي على المتابعة الفعلية للتغيير والتطوير:
لنجاح التطوير التربوي وإحداث التغيير للأفضل يجب الاستعانة بالمشرف التربوي مع منحه وقتا أطول للمحافظة على استمرارية تطبيق التغيير التطويري ومتابعة نتائجه.
سادسا: قدرة المشرف التربوي على المحافظة على ضمان جودة عمليات التطوير:
يجب أن يكون التطوير منهجيا علمياً مدروساً يحقق رضا العملاء وكفاءة الأداء، لذلك يعتبر وجود المشرف التربوي ضامنا لاستمرار تلك المنهجيات وفق مبادئ الجودة في التعليم.
مما سبق تتأكد لنا أهمية دور المشرف التربوي الخبير لضمان نجاح عمليات التطوير بالميدان التربوي، ودوره اتجاه المعلمين لتطوير أدائهم وتحسين العملية التعليمية والتعلمية، واعتمادا على تمكين المشرف التربوي وتوظيفه التوظيف القيادي الجيد سيحدث التغيير الإيجابي بالميدان التربوي.
بقلم / المشرف التربوي :
محمد بن طليحان الشدادي