تحظى إدارة المخاطر في المنشآت مؤخرا بالاهتمام من القيادات ويعزى ذلك لأسباب عديدة منها تأثير جهات الاعتماد و وسائل الإعلام و بالطبع لتفادي الخسائر التي قد تواجهها أي منشأة على الصعيد البشري والمالي والسمعة , و تأثر سير المشاريع والخدمات. يتم تعريف المخاطر بأنها احتمالية حدوث ضرر أو خسارة وتعرف منظمة أيزو المخاطر بأنها تأثير الغموض على الأهداف. و من الجدير هنا توضيح الفرق بين الحادث و الخطر, فالحادث يقصد به وقوع مكروه والخطر هو احتمالية حدوثة. أعرض عليكم في هذا المقال شرح مختصر لكيفية إدارة المخاطر وفقا ل أيزو 31000. ويجدر بالذكر أن هناك عدة إطارات أخرى سوف أتطرق لها بإذن الله في مقالات قادمة مثل: COSO, (لجنة المنظمات الراعية لجنة تريدواي) لإدارة المخاطر المؤسسية والذي يستخدم بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية لتركيزه على الإبلاغ للجهات الخارجية كذلك يوجد إطار المخاطر الخاص بالجمعية الأمريكية لإدارة مخاطر ASHRM الرعاية الصحية والذي يشمل جزئية التمويل المالي للمخاطر. وفيما يلي سرد مبسط لآلية عمل إطار المخاطر ايزو 31000. يبدأ الإطار بوضع السياق (Context) للمنظمة ويشمل كلا من السياق الخارجي والذي قد يؤثر على أهداف المنظمة ويتمثل في بيئة عمل المنظمة الخارجية مثل وجود المنافسة في السوق والوضع السياسي والاقتصادي والتشريعات والأنظمة. وينبغي في دراسة السياق الخارجي تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات والقيم التي تهم مستقبلي الخدمة أو المنتج والعوامل المؤثرة على وضع وتحديد أهداف المنظمة والمعنيين الخارجيينExternal Stakeholders . أما بالنسبة للسياق الداخلي فيقصد به البيئة الداخلية للمنظمة أو المنشأة التي تتمثل بالكوادر, والسياسات والإجراءات, دعم القيادة والموارد الأولويات والأهداف .تأتي بعد ذلك مرحلة تقييم المخاطر (Risk Assessment) والتي تشمل بدورها ثلاثة خطوات هامة
تحديد المخاطر: وتشمل العملية المُستخدمة لإيجاد المخاطر وتحديدها ووصفها والتي من الممكن أن تُؤثر على تحقيق الأهداف وتؤدي إلى الخسائر. بالإمكان تحديد المخاطر بعدة طرق منها دراسة خطوات العمل (Process Flow chart). وعقد ورش العمل وإستخدام إطارات تحليلة مثل :تحليل سوات SWOT(تحليل القوة , الضعف, الفرص والتهديد). كذلك إستخدام قوائم التدقيق Checklists و يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن لكل أسلوب منافع ومساويء فمثلا دراسة خطوات العمل تعتبر أحد الأساليب الدقيقة لكن تستغرق فترة طويلة وغير مناسبة لدراسة المخاطر الإستراتجية. ومن ناحية أخرى تعتبر ورش العمل أداة جيدة لدراسة المخاطر الإستراتيجية ولكن قد تقل فعاليتها إذا لم يتم إشراك المعنيين.
تحليل المخاطر: يتم تحليل المخاطر بوضع تقدير كمي ونوعي للإحتمالية ومستوى الضرر أو العواقب المتوقعة ومن المهم أن يكون التحليل موضوعي قدر الإمكان ويمكن تعزيز ذلك بالتشاور مع ذوي الخبرة و مراجعة البيانات السابقة للمنشأة ومراجعة الدراسات المنشورة.
تقدير المخاطر: يتم تقدير المخاطر عن طريق حاصل ضرب
الاحتمالية بالضرر ويتم بعدها تحديد مستوى الخطر: قليل, متوسط, عالي, أم شديد.
معالجة المخاطر: يقصد بها عملية تعديل المخاطر. وتتضمن
هذه العملية تحديد خيار علاجي واحد أو أكثر وتنفيذه. وفور تنفيذ الخيار العلاجي، ويتم تجنب المخاطر أو تقليلها أو إزالة مصدرها أو تعديل عواقبها أو تغيير احتماليتها. كما يمكن أيضا اغتنام المخاطر و مشاركتها مع الآخرين في حال كانت تمثل فرصة مثل : تغيير الأسعار و انخفاض أسعار البضاعة.
التواصل والتشاور
التواصل والتشاور هو الحوار بين المنظمة والجهات المعنية مثل القيادة وأصحاب الشأن (مثل ذوي الخبرة في آلية عمل معينة على سبيل المثال التشاور مع أطباء الكلى لدراسة مخاطر معينة في وحدات الغسيل الكلوي). وهو عبارة عن عملية ذات اتجاهين تنطوي على تبادل المعلومات وتلقيها فيما يتعلق بإدارة المخاطر. يمكن أن تدور المناقشات حول وجود المخاطر وطبيعتها واحتمالها وأهميتها وكذلك ما إذا كانت المخاطر مقبولة أم لا .من الجدير بالذكر أن التشاور ليس لغرض اتخاذ قرار مشترك ولكن لأجل فهم صورة أفضل عن المخاطر. وبعد ذلك تقوم باتخاذ القرارات .
الرصد والمراجعة
عملية الرصد عبارة عن عملية المراقبة والإشراف المستمرة لتقييم الأداء المتوقع. مثل متابعة خطط العمل لمعالجة المخاطر. المراجعة هي عبارة التحقق من فعالية الإجراءات والضوابط المتخذة لمعالجة المخاطر مثل السياسات.