الأمن والإستقرار أعظم شيئ في الوجود ، ولا يدرك قيمتهما إلا من فقدهما.
فالتفاعل مع الحياة لابد من حياة آمنة مطمئنة، والإنسان خليفة الله في أرضه ليعمرها تحت سقف العيش الهادئ المستقر الخالي من الإضطرابات والقلاقل.
ونحن كمسلمين شرفنا الله بأعظم رسالة أساسها الأمن والأمان .
ولقد جعل المولى سبحانه وتعالى من ثمرات العبادة الخالصة ونتائجها أن يمكن للقائمين بها الأمن وعدم الخوف ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا ).
فهموم الآية يقتضي الإهتمام والحرص على ما ينبغي إيجاد الأمن في الكون ، فكان السبيل العبادة الخالصة لله تعالى ، لتوصلنا إلى الحياة الآمنة المطمئنة بعيدة عن الخوف والقلق.
ومع مرور الأيام والأزمان واغترار أصحاب العقول الضيقة والمفاهيم السقيمة بثورة مايسمى با(الربيع العربي) باتخاذ الإسلام لباسا - وهو بعيد عن ذلك- لترويج بضاعة تفكيك الوطن العربي وتدميره .
ولاننكر وجود بعض الأنظمة الإستبدادية والطغيانية على شعوبها ، بضربها من النار والحديد، ولكن التغيير با لتحاور والتفاهم واستعمال لغة الحمكة ونور البصيرة .
أما الخروج بإزهاق الأرواح ، وإحراق الممتلكات باسم الثورة ، هذا من الفساد في الارض ، وتوعد المولى العذاب الأليم للمفسدين بأن لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
فلقد جاء الربيع العربي بدعم من دول ومنظمات ووسائل إعلامية لتحقيق أهداف عدوانية للإنسانية جمعاء ، شاهدنا فضائيات كانت بدعم الثورة والتحريض كقناة ( الجزيرة القطرية ) القناة التي كانت في آواخر القرن الماضي المواطن العربي استبشر بظهورها والتي تنقل الخبر من الدوحة في قطر إلى العالم عبر مكاتبها ومراسيليها بكثافة، فبتعدد وتنوع برامجها التي لم يكن المواطن العربي يشاهدها من قبل ، استطاعت القناة التغلب على إرادته حتى وصل الأمر إلى أن مالم يشاهدها على ( الجزيرة) لم يكن يصدقها .
فالجماعات المتطرفة التي حولت المنطقةالعربية بعدماكانت تعيش تحت سقف الأمن والأمان تجد أن ( الجزيرة) هي القناة العربية الوحيدة التي استعملها الغزاة بالترويج والتضليل للوصول إلى أهدافهم وغاياتهم باسم الحرية والدين.
فالربيع العربي غذى الإرهاب تغذية التدمير والتخريب والترويع بأبشع صوره.
ألم يكن المواطن التونسي والمصري والليبي يعيش في بلده خارجا من داره إلى عمله دون أن يضع في ذهنه أنه لن يعود إلى بيته إلا ستكون حياته مهدد؟
فعندما نريد الأمن والإستقرار لدولنا فلنختر لغة الحمكة وأدب الحوار لنبعد دولنا عن موجات الثورات التخريبية والتي تخرج المفسدين قتلة الإنسانية من جحورها ليعيثوا في الأرض فسادا .
بقلم الشيخ نورالدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا