من أهم أساليب تفكيك المجتمعات وجعلها متعطلة الفكر وبطيئة النمو والتطور وسريعة الغضب والإنتقام ومترنحة القول والفعل هو أسلوب "إيثار الشك"
فعندما يتم تلقين الفرد منذُ الصغر من قبل الإعلام أو التعليم أو الشارع بتكرار أن هذه الجهة أو تلك تعتبر الخطر الدائم الذي لا يحب لك الخير ويعمل على تدميرك ليل نهار
"فلن تثق بهذه الجهة مهما فعلت لكسب حسن ظنك"،
وإيثار الشك أسلوباً تستخدمه الدول المتعادية ضد بعضها البعض لتشويه صورة الحكومة لدى الشعب ولإثارة الشكوك في قلوب المواطنين لكي يفقدوا ثقتهم بحكومتهم
أيضا تستخدم الجماعات الإرهابية الأسلوب ذاته لكسب أنصارها (اليائسين) بعد زرع الشك في نفوسهم وإقناعهم أن ما من أحلاماً ورغبات تتحقق ها هنا ،وهكذا تنكسر الثقة في توجهات ومصداقية أوطانهم تجاههم ،فيخرجون من المحب إلى الكاره بدون أن يشعروا لأن زجاجة الثقة إنكسرت
ولكن أخطر إستعمالات هذا الأسلوب تكون على المجموعات الكبيرة ذات الدم واللغة والهدف الواحد كالعرب ،،فبهذا (الشك) تضرب أهدافهم ويتفرق شملهم وتُهمّش لغتهم حتى تصبح بلا قيمة لدى حاملها قبل غيره
وهكذا تتشرذم المجموعات الكبيرة وتصغر حتى يضيق بها صغرها، فتنفجر على شقيقتها خوفاً من المكيدة التي مصدرها عدم الثقة
ولعل من الأمثلة التي نراها اليوم تقوم بهذا الدور وبأمر أعداء العرب (حزب الله_وقناة الجزيرة) ،واللذان يعتبران أدوات تشكيك يستخدمها الأعداء لطعن العرب بالعرب أنفسهم
فهذه الأدوات تعتمد وبشكلاً واضح على هذا الأسلوب القذر الذي لا أنكر مدى فاعليته وتأثيره البالغ ،لتفكيك المجتمعات العربية وجعلها منزوعة الثقة في نفسها وفي حكوماتها
ولنعالج هذه الإشكالية علينا أن نوسّع دائرة النظر فلا يؤخذ الكلام من غير مصادره وهذه الخطوة الأولى التي يغلق بها باب الشك ،وتليها خطوة لا تقل أهمية وهو العمل بشفافية ووضوح لا يدع مجالا للمتربصين بأن يؤلفوا القصص الكاذبة التي تبعث الريبة في النفوس ،
وأما الخطوة الأخيرة فهي الأهم ومنها تفتح أبواب الثقة ألا وهي الإعتراف بالأخطاء دون تعنّت أو تكبر قد يطفئ شمعة المحبة والتسامح والإخاء ويشعل فتيل الشك .
منصور الحربي .