تخلوا الحياة المنظمية من عنصر الثبات و الاستقرار و يتملكها عنصر التغيير المستمر و التحرك الديناميكي على الدوام، فرضت هذه الميزة على منظمات الأعمال بمختلف أنشطتها و مساعيها استراتيجية في التخطيط تتجاوز عين الحاضر إلى الرغبة في كينونة معينة في المستقبل و كيفية تحقيقها. ذلك لما من شأن التخطيط الاستراتيجي توضيحه و تحديده فيما يتعلق باتجاه المؤسسة فبدونه يبقى العمل جاريا لكن غالبا سيفتقر إلى الإحساس بالغرض و الأولوية . و تفاديا لعبثية الأداء و تضييع الجهود و قتل الطموح و الإنعطاف عن المراد، يضع المخطط الاستراتيجي نصب عينيه صورة واضحة ملهمة تجسدها الرؤية التي عادة ما تكون قوة شاحنة في دفع زمرة الجهود للخطوة التالية ألا و هي المهمة التي تكون المحك التالي إما لتوسيع الاختيارات أو تضييق النطاق بما يتوافق مع واقعية التطبيق الذي يكون أكثر نضجا إذا ما اكتسى قيما منظمية هي مضمون العنصر الثالث في فحوى عملية التخطيط الاستراتيجي و التي تشمل النزاهة والتعاون والجودة وكل ما من شأنة أن يمهد للأنتقال الي الخطوة الرابعة و المركبة من عمليات لاغنى عن أي منها متكاملة فيما بينها جامعة بين: إدراك مكامن القوة "Strength"، معرفة مكامن الضعف لتقويتها "Weaknesses "، رصد الفرص و استغلالها ما أمكن " “Opportunities،تفادي الوقوع في الأخطاء عن طريق معرفة التهديدات المحتملة "Threats ". هذا الخليط العملياتي المركب ما يطلق عليه الباحثون في علم الإدارة سوات ‘’Swot’’ الذي لا غنى عنه لتخطيط استراتيجي ناجح مالم يخلوا هذا الأخير من اخر مرحلة و هي مرحلة التقييم ، يستحضر فيها المخطط كل الجهود المتوقعة و المبذولة ليكون نتاج هذه المقارنة ثمرة التخطيط. و عند الانتقال إلى أرض الواقع بحثا عن هيئة منظمية تقدم واقعا ملموسا يجمع بين الاقرار بفاعلية التخطيط الاستراتيجي و سحر النتيجة، سنجد أن الجمارك السعودية بقيادة ربانها معالي الأستاذ أحمد الحقباني الذي أثبت بأسلوبه في التسيير نضجا غير اعتيادي و يقينا عاليا بضرورة التخطيط الأستراتيجي في توحيد الغايات لرؤية الجمارك السعودية مع طموح مملكي رسمته رؤية 2030 فتجاوز المعهود من تقديم خدمات بسرعة و جودة عاليتين إلى حجز مكانة ضمن ركب التنمية السعودي في إطار مهماتي تم فيه، تمكين الطاقات الشابة بفتح مجالات الإبداع أمامها و توظيف طموحاتها اليافعة و طاقاتها اللامحدودة ، دون إغفال عنصر التدريب و التطوير المستمرين لصقلها حتى لا تصبح مكمن ضعف محبطا للأداء المتوقع، لا يغفل معاليه عن عنصر التقييم الذي يراه منبع تجديد و منظار رصد لحقيقة الهوة بين المرجو و المطلوب و المحقق فخلق بيئة تنظيمية إيجابية دافعة للإنجاز و الإبداع رفعت مستويات الإنتماء و سقف الاعتزاز للجمارك السعودية.