مشلح والدي قصر أميرة صغيرة.....
تنتظر قدوم والدها بلهفة لتختبئ خلسة فيه، وتتعلق بيده كأنها تتعلق بحبال الأمل، وتضع يدها الأخرى على فمها كي لايسمع ضحكاتها فيكتشف أمرها ... وهي لا تعلم أنه
متعباً ومع ذلك يسعدها بمشاركتها لعبتها وضحكاتها ،فيفاجأها بكل حنان أنه وجدها مختبئة تحت مشلحه ...
كنت حينما أنظر الى عيناه الهادئة الطيبة.. أتسأل: كيف أصبحت منهكة ؟!ولماذا حولها تلك التجاعيد التى تزداد كل يوم ؟!
ورغم ذلك وجهه مشرق كشمس دافئةً في يوم شتاء بارد ...
والدي يكبر و يكبر معاه فخري وعزي بوجوده .. ومازلت أستقبله بلعبتي..حتى كبرت وعلمت أن لعبتي أصبحت ترهق والدي لأنه متعب ...
وفهمت معنا أن والدي يضحي بوقته وصحته من أجل إسعادي .
لقد كبرت ولكن رحل والدي .....
ياليتني كنت طفلة ألعب معه ولم أكبر يوماً حتى لايرحل...
بقيا مشلحه وحيداً بين يدي أحتضنه وأتذكر ، كيف كان درعاً يحميني ... وسعادةً تغنيني .... ومملكةً تحتويني . كان نهراً من الحنان وأحاسيس أمان ٌ تلو أمان . كان حباً كان عزاً ... كان فخراً.
وكيف كنت أمسك بأصابع يده الكبيرة عندما أكون خائفة ولا أريد أتركها فهي ملاذي وراحتي وطمئنينتي.
شعور طفلة مازالت تعيش في داخلي وتذكرني بأجمل اللحظات مع والدي . وأسألةً في نفسي تحيرني عندما كنت ألعب معه كل يوم هل كنت أرهقه ؟... أم كنت أخفف عنه تعب الحياة ؟
كيف كان يقول لي دائماً أنني طفلة ذكية ؟...
كيف أكون ؟ وأنا لم أتوقع يوماً أنه سيرحل ويتركني ما دمت ذكية ؟! كنت أظن أن الأباء لايرحلون ؟ .
كيف كان يجتمع عقلي وبرائتي وضحكاتي وحديثي الكثير البسيط معه ... مع عقله العظيم وحنانه الفياض وروحٌ أنهكتها الأيام.
والدي ياضحكة الأمس ..ويادمعة اليوم ..
ويا شوقٌ لا ينتهي ... مشلحك الغالي مازال موجوداً كأثمن ما أمتلكه .. فهو مازال قصري
ووطني ...
رغم أن الطفلة أصبحت أماً يا والدي .
سلطانة السلطان