كانت الحرب في القرون الماضية صعبة ومكلفة جداً ،وتكون نسبة الخسارة فيها بمقدار نسبة الفوز ،معتمدين بذلك على الأحداث التي تطرى خلال الحرب من ؛ خيانات وخسائر ونفاذاً للأسلحة
أتى العصر الحديث وتبدلت فيه أساليب الحرب ،فلم يعد الأمر يستحق تلك المخاطرة التي في السابق ،فكل ما تريده الدول تستطيع تحقيقه من خلال التلاعب في "الرأي العام"
وتختلف قوة الدول ونفوذها بحسب مقدار قدرتها على التحكم والتأثير في "الرأي العام" ،وعندما يريد "الكنترول" أيً كان مصدره خلق مشكلة في بلد ما -أو- التغطية على فضيحة ما لأحد أعوانه -أو- فضح أحد خصومة -أو- تمرير أحد مشاريعة -أو- تعطيل مشاريع منافسية "ماعليه سوى تحريك الراي العام" حسب هدفه.
وخير من يقوم بهذا الدور هو (الإعلام الأسود) فعندما يريد الإعلام الأسود إظهار حدث ما فإنه يزيد من التغطية والتحليل والتقارير على هذا الحدث الذي قد يكون حدثاً تافهاً ،ولا تتفاجئ أيضاً عندما ترى حدثاً كبيراً مهمش "فهكذا يريد الكنترول"
ولكن في الغالب شئنا أم أبيّنا فالإعلام بشكلٍ عام ينجح في حرق ذات المتلقي وعصفه ذهنياً وتدمير أفكاره ،وأيضاً تجنيده وجعله أداة تستخدم لأغراض مختلفة بغير علمه وإيرادته "فهو أقوى الأسلحة التي أوجدها البشر"
ومن أنواعه: الإعلام الأسود الذي صنع "لتحريك الرأي العام" حسب ما يريد صُنّاعه ،ومن الأمثلة الحية والتي نشاهدها اليوم على هذا النوع من الإعلام المفبرك (قناة الجزيرة) والتي تترنح بين مدح أعداء الأمس وذم أصدقاء الماضي والعكس صحيح ،فتارة تجدها مع هذا وتارة مع ذاك حسب ما يرد "الكنترول المتحكم بها" ،
فلا تنتظر من هذه الأداة ومن على شاكلتها أن تساعد المجتمع في حل مشاكله -أو- إيصال صوت الشارع -أو- أن تكون حيادية، لأنها مملوكة ومقيدة تسير على خطى مالكها رغم أنفها ،
ولهذا لا تنصت لكل ما يقال في الإعلام المفبرك وتصدقه وكأنه حقيقة "فردّة فعلك هي الهدف" .