يعلم اللاعب الخفي طبيعة النفس البشرية وصراع العقيدة والعقل والرغبات ،مما جعله مدركا أنه سوف تتكون لكل طبيعة من طبائع النفس البشرية حركة تتبنى هذه الطبيعة وتجعلها فكراً تدافع عنه ضد الأفكار الأخرى

أستغل اللاعب الخفي كل الحركات المتشددة والمنحلّة والمعتدلة لصالحه ،وكوّن من هذه التيارات شكلاً معقداً تندرج تحته كل أهدافه

فالحركة المتشددة دائما ما تكون الغطاء لإرهابه الذي يقوم به لإثارة الفوضى بهدف تهجير البشر والاتجار بهم كعبيد أو مومسات ،ولا يتوقف دور الحركة المتشددة هنا بل يمتد ليشمل أهدافاً أخرى للاعب الخفي الأقوى في العالم ،وهو هدف زيادة الكراهية والتي تعتبر مصدر الاقتتال الدائم بين البشر ،وبهذا أوجد اللاعب الخفي المستهلك الدائم للأسلحة

أما الحركة المنحلّة فهي ذات دور اجتماعي وعقائدي بحت ،يستعملها في "هدم القيم والمبادئ وإضعاف الوازع الديني والتخلي عن العادات والتقاليد" ،وهذا لإدراكه أن جميع المجتمعات تتكون من هذه العناصر ،فمتى ما أستطاع ضرب هذه المكونات إنتصر ،وخير من يقوم بهذا الدور هي الحركة المنحلّة

وثالث الحركات هي المضحكة (المعتدلة) التي علم اللاعب الخفي أن العقلاء سوف يتبنونها ،ويرون فيها حلاً وسطاً للمشاكل التي صنعتها الحركتان المتشددة والمنحلّة ،والهدف الذي أراده اللاعب الخفي من هذه الحركة هو إشغال العقلاء بمشاكل تلك الحركتين عن التفكير بالمستقبل وبناء الوطن ،فتارة تجد العقلاء مع المتشددين وتارة أخرى مع المنحلين ،وكلما مالت كفه صرخت الأخرى على العقلاء

وهكذا يجعل اللاعب الخفي البلدان في حلقة مغلقه تدور بها كل المشاكل لمصالحة الخاصة ،هذا الكائن الذي جعل من الطبيعة البشرية غطاءً لجرائمه يريد هدم العقائد المخالفة له واستعمار الأوطان ونهب الأموال

وللأسف لا يزال يتحكم ويسيطر بمفاصل الكوكب وبشكل غير محسوس ومباشر ،لهذا لا تصدق كل ما تسمعه أو تراه دون أن تفكر لكي لا تكون أداه يستخدمها اللاعب الخفي لتحقيق ما يريد .