في الأيام الماضية نُشر في عددٍ من الصحف خبرُ تسمّم أربع فتيات من عائلة واحدة ووفاة إحداهن متأثرة بالسمّ بعد تناول وجبة سريعة من أحد المطاعم بمحافظة محايل عسير، وذكر والد الفتاة في برنامج (الراصد) أن ابنته المتوفاة دخلت في غيبوبة بعد تناولها الوجبة بقرابة ساعة. يا الله..! أيّ نوعٍ من السموم هذا الذي جعل جسدَ الفتاة ينهار بهذه السرعة! ماهو هذا السمّ الذي جَعل بين ابتسامة الفتاة وغيبوبتها ساعات قليلة!
أيُعقلُ أن هذا السمّ القاتل كان في وجبةٍ تُباع في مطعم يحمل تصريحاً ساري المفعول، ويحمل عمالته شهادات صحية ! -بحسب إفادة مدير بلدية محافظة محايل في صحيفة سبق - شيءٌ لايُصدَّق أن تكون القوة السُّمِّية الفتاكة بهذه الدرجة المخيفة في مطعم خاضع للرقابة الصحية من جهة حكومية رسمية تملك من العقوبات الرادعة مايوقف هذه المهازل. فالذي يسمع أو يقرأ الخبر من أول وهلة يتبادر إلى ذهنه أنّ هذه الوجبة جُلبَت من مكبّ النفايات-أجلّكم الله- وليست من مطعم مصرّح له ومستوفي الشروط رغم أنه يُظهر الحُسن ويخبئ الموت. ونتساءل هنا أين دور الجهات الإشرافية والرقابية من القيام بواجبها(الفعليّ)المنوط بها؟ وأين دَور اللجان التفتيشية وزياراتها المفاجئة لمتابعة هذه المطاعم المفخخة، والضرب بيد من حديد على من يستهين بأرواح البشر ويجعل الربح المادي مقدماً على صحة الناس؟ هل أصبحت أرواح الناس رخيصة لهذا المستوى!
لذا نحن نطالب الجهات المسؤولة بإلزام جميع المطاعم ومحلات الوجبات السريعة بوضع كاميرات مراقبة في أماكن إعداد الطعام وتُعرض على شاشات أمام المستهلك ليطمئن على نظافة وسلامة وجبته، لأن هذه الكاميرات ستُجبر من ليس لديه رقابة ولا نظافة ذاتية بالتقيد بالنظافة، واستخدام وسائل السلامة الصحية من قفازاتٍ وغطاءِ شعَرٍ وأوعيةٍ نظيفة ونحوها، لأن القتلَ بوجبةٍ مسمومة لا يقلّ خطراً عن القتل بالسلاح إطلاقا لأن المحصلة النهائية(موت، ازهاق نفس بريئة) فمهما اختلفت المسميات فهي تظل كالقتل تماماً مع اختلاف آلة القتل فقط.
فمتى تقف هذه المهازل؟ ومتى يتوقف إرهاب السموم الغذائية من مطاعمنا! ومتى يكون للنفس البشرية حُرمتها واحترامها!
وعزاؤنا ودعاؤنا لوالدي الفتاة المتوفاة، وربما تلقى البعض هذا الخبر كأيّ خبر محزن عابر، لكن لنعلم أن خلف تلك الفتاة المقتولة بالوجبة المسمومة أبٌ مكلومٌ وأمٌّ ثكلى يتجرعون مرارة فَقْدِ فلذة كبدهم، وكلما مرّ طيفُها في مخيّلتهم يرددون " بأيّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ..!"
بقلم الكاتب: عبدالرحمن ضيف الله القرني
مدير علاقات عامة وإعلام
عضو مجلس شباب منطقة عسير
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر يحي الشعبي
20/12/2017 في 10:58 ص[3] رابط التعليق
لله درك يا ابا مهند
أجدت وأبدعت وبينت وحسبنا الله على العمالة التي ترتكب مثل هذه الجرائم
(0)
(0)
زائر
20/12/2017 في 11:16 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
20/12/2017 في 11:17 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك أستاذ عبدالرحمن مقال في الصميم
(0)
(0)
زائر
20/12/2017 في 1:46 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك وجزاك خير الجزاء كلام صحيح لكن لا حياة لمن تنادي
(0)
(0)
زائر
21/12/2017 في 7:02 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل والأجمل أن يشهر بهم لكى يكونوا عبره
(0)
(0)
ابو بيلسان
25/12/2017 في 4:13 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير الجزا يا ابو مهند .واتمني ان تكون لجنه وليس موظف واحد حتي لايكون فيه تساهل او تهاون في التفتيش
(0)
(0)