قبل بضعة أيام اتصل بي قريب يبحث عن علاج لابنه كوني أعمل في مهنة التمريض بأحد المستشفيات الحكومية، فقطعت له عهداً أن أبحث له في أمره، واستمريت بالإتصال على عدة أشخاص في عدة مستشفيات بحثاً عمن يجد الحل المناسب لابنه، وبعدما حصلت عليه بادرت بالإتصال به ولكن لم أستطع مكالمته لإغلاق هاتفه المحمول، فقمت بالاتصال بزوجته التي تصلني بها صلة قرابة أيضا, وقمت بإبلاغها عن توفر خدمة العلاج لإبنها في المستشفى المعروف بإسم كذا وكذا، لكن المصيبة أنني فوجئت برد قارص منها “أختي وهي دكتوره لم تجد الخدمة لإبني”، أيعقل هذا! وصلنا إلى هذا الحد من الازدراء! صحيح أن أختك طبيبة كما ذكرت لكن هذا لا يعني أن لا أحد سواها يستطيع تقديم الخدمة، كفاكم غروراً.
نحن التمريض بقدر ما نهب ونعطي إلا أن غالبية هؤلاء الملائكة لهم ألسنة صامتة، لذلك فهي عندما تعمل بكل تلك الدقة وبعد كل تلك القيمة العلمية التي حصلت عليها والمجهود الذي بذلته خلال خمس سنوات دراسية، لم تأتي ممرضة وتقول من فضلكم أنا أسمى أخصائية ” أُسمى رن فلانة كما يقال الدكتوره فلانه” رجاءً لا تقوموا بتسميتي “سيستر”. لم أرى مهنة سماويةً قط تبحث عن لُب الإنسانية ويهمها راحة وإنقاذ حياة المريض أكثر مما يُعنون لها ويقدم لها كمقابل، وهذا لا يعني ازدرائي للمهن الأخرى بل ثناء على هذه المهنة الشريفة. بل إنني قد أقسم أنه لو لم يوجد أي مقابل مادي لهؤلاء الممرضون والممرضات لكان العطاء بنفس المقابل…
عفواً أخي وأختي إذا كنت تجهل التمريض فلا تتحدث عنه بملء فاك، ألجم ذلك اللسان الذي لربما أسقط كواحل العزيمة عن تلك الهمم.
أعجبني أحد الزملاء في موقف له مع أحد المراجعين عندما ذكر له جملة ” الممرضون يأخذون رواتب وهم بدون قيمة”، فكان تصرفه حكيماً جداً عندما قدم الإبرة إلى هذا الأب وقال له قم بإعطائها لابنك إذا كنت تعتقد اني بدون قيمة، فأحرج الأب وما كان منه إلا أن قدم الشكر لهذا الممرض.
فإذا كنت رأيت جزء من التمريض أو من الكادر المسؤول عنه فهذا لا يبيح لك أن تحكم على جميع أطراف هذه المهنة، وهذا ما يذكرني جملة سمعتها في أول يوم لي بهذا التخصص “لايعرف المعنى الحقيقي لهذه المهنة سوى المختصين بها”، وبالفعل هذا ما رأيته بأم عيني، حجم هائل وضخم من الكتب، تقييم لشخصية الفرد وتغيير جوانبها السيئة وحث جوانبها الإيجابية، وتعزيز لجميع المهارات اليدوية ومهارات التفكير المنطقي التي تعتبر من أوائل المطالَب للالتحاق بهذه المهنة، وغير ذلك الكثير مما غير قناعتي عن القيمة العلمية لها، وللمعلومية أصبحت كتب الطب والتمريض في السنتين الأولى موحدة، بل وأصبح يتفوق الممرض بخبرته ومعلوماته في كثير من الأحيان على جميع الكادر الصحي…
فالمعلومة التي لا يعرفها الكثير سواء كان المرء استشارياً أو صيدلانياً أو ممرضاً أو طبيباً، خدمتك وخبرتك التي تقدمها للمريض هي من تقيم أداءك، وليست شهادتك!
وفي نهاية الحديث، إن لم يكن لسانك معززاً فلا تجعله هداماً لمن يقدم لك الخدمة الصحية ويسعى لتحقيق تكامليتها بكل ما أتيح له من مقومات، وأملي لكل التمريض إلى مزيد من النجاحات والارتقاء والتقدم.
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > كفاكم ازدراء !!
كفاكم ازدراء !!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3162165/