خذ ورقة وقلم وضعها على مكتبك ثم اغلق الواي فاي في جهاز جوالك لمدة اسبوع , وعد الى ورقتك الفارغة واملا ماذا صنعت طوال اسبوع وتحقق من مكاسبك الاجتماعية والثقافية وحتى التربوية .
هكذا بكل بساطة نستطيع ان نقدر حجم الهدر الذي نباشره يوميا مع الوقت , وكيف اننا نهدر من الوقت اكثر مما نهدر من الطعام او قد يوازيه , فالمصحف المطهر تتراكم عليه ذرات التراب , وينتظر مع اقرانه من الجمعة للجمعة حتى يفتح على سورة الكهف ثم يغلق مرة اخرى اسبوعا اخر وهكذا, وكبار السن تقوقعوا على ذكرياتهم والتحفوا العزلة في زوايا غرفهم او على سررهم واحتضنوا الام وحدتهم وقعدوا متفرجين لان من يتحلقون حولهم من الابناء عبارة عن اجسادا منشغلة مع عوالمها الافتراضية .
صلة الارحام اغلبها الكترونية هذا اذا اعتبرنا ان هناك صلة الكترونية تتم , وأبناؤنا وبناتنا نلتقيهم حول الموائد على وقع اصوات قرقعة الملاعق وارتشاف السوائل وتجشؤ الختام , اما الكتب فاقترح ان توفر المطابع ميزانيات طباعتها وتوظفها لترميم البالي منها وإعادة طباعته ؛ لان تراكمها على أرفرف المكتبات بات منظرا مملا بصراحة ونحتاج لتغييره.
دعونا من كل ما سبق ولنعتبرها سلبيات لا يقولها الا متشائم , ولنفكر في انفسنا التي بدأت الامراض تنقصها من اطرافها , فضعف النظر والسمع وداء السكري والسمنة ,وآلام المفاصل..الخ حنى نصل الى الاورام الخبيثة كلها مخرجات طبيعية تحدث عندما نتخذ من الاجهزة الالكترونية صديقا دائما ورفيقا مؤنسا لنا , ونصر ان نكون افتراضيين بدلا من ان نكون واقعيين .
بالمناسبة يمكن لأي منا ان يجدف عكس التيار وينجح شريطة توفر الارادة والعزيمة والإصرار والجرأة على تغيير نمط يومه الرتيب .