لدينا مشكلة واضحة نحتاج معالجتها وإيجاد آلية لحلها ،ولكي نتفاداها مسقبلاً لابد أن نحدد أسبابها ومن المسؤول عنها !! وأتحدث هنا عن نسبة البطالة المرتفعه رغم كل الإنفاق الحكومي الضخم
وفي البداية سوف أتطرق لدور وزراة التخطيط والتي من المفترض أن تعمل على وضع خطط مستقبلية بعيدة المدى، وليكن على سبيل المثال وضع خطة لطلاب الصف الأول الإبتدائي
كيف سيتم توظيفهم؟؟!! وماهي المهن التي يحتاجها سوق العمل بعد ١٥ سنه؟؟!! ومن بعد الدراسة العميقة يتم توجية وزراة التعليم لفتح التخصصات التي يحتاجها البلد مستقبلاً وتوجيه الطلاب على هذا الأساس،
ولو فعلنا هذا في الماضي لما تشبعت بعض التخصصات حتى فاضت بخريجيها ولا زالت تفيض ، وما جفت بعض التخصصات حتى بات البديل أجنبي يضع شروطه قبل توقيع عقده،
ولكن ضعف دور وزارة التخطيط انعكس سلبياً على وزارة التعليم مما جعل البعض يرى أنها "تخرج بشكل عشوائي" وبدون النظر الى احتياج سوق العمل
والأدهى والأمر هو أن هناك تخصصات خريجيها عاطلين منذ سنوات طويلة ولا تزال هذه الجامعات تخرج في هذه التخصصات "صباحي ومسائي و إنتساب"!!!لمن تخرج؟؟ وهذا ما جعل البعض يعتقد أن وزارة التعليم ليس لديها أية رؤية واضحه أو خطط مستقبلية تسير عليها وأنها تعيش في عشوائية
نأتي إلى وزارة العمل والتي من المفترض أن تكون الأكثر فاعلية بقراءة احتياج سوق العمل ،ماذا سيحدث لو أن هذه الوزراة كانت لديها نظره مستقبلية تجاوزت الخمس سنوات بالحد الأدنى لإحتياج سوق العمل؟؟؟ ، وتم رفعها الى الجامعات للإعتماد والتخريج على ضوء هذه النظرة!!
لو فعلت هذا لتداركنا كثير من الأخطاء المسببة لهذا التكدس ولتمت الاستفادة من هذه الأيدي العاطلة في تنمية الوطن ،
لكن للأسف أشغلوا الناس وأشغلوا أنفسهم بسعودة البقالات ، ولم يعملوا على النظر في الفنادق التي يديرها أجانب برواتب ضخمه ؛ أو النظر في الشركات العملاقة وسعودتها ،يجب أن تتخلى وزارة العمل عن التفكير في الفروع وترك الأصول إذا أرادت أن تتحسن
أما الحل فهو بتوحيد الخطط ووقف الفوضة في العمل بين الوزارات بالتنسيق والتعاون ، لكي لا نخرج مليون عاطل آخر !! نحتاج تعليم يخرج "بطريقة غير عشوائية" وعلى ضوء خطط موضوعه بدقه ، ولتجنب الوقوع في أخطاء الماضي يجب أن نعترف بها ونتعلم منها ونعمل على تصحيحها
بلادنا مقبلة على نهضه ومشاريع عملاقة "من القديه الى جزر الكنز وأخيراً وليس آخراً نيوم" ،والتي سوف تحدث نقله كبيره وتاريخيه ،وعلى كل الوزارات إستغلال هذه الطفرة القادمة والإستفادة منها بالشكل الصحيح
و في الختام على بعض المسؤولين إدراك أن العاطلين هم أشخاص لهم أحلام ولسنواتهم قيمة ،وأنهم يريدون خدمة هذا الوطن والمشاركه في بناءه "يصبرون ويعلمون مدى صعوبة الموقف والأخطار المحيطه ،متفائلين بمستقبل جميل يصنعه لهم الأمير الشاب"
لاتكسروا مجاديفهم بتصريحات تقتل كل هذا الأمل والطموح والصبر ،أوجدوا الحلول لهم فأنتم وضعتم من أجل تنمية الوطن بتوجيههم الى المكان المناسب لا من أجل تركهم عاطلين .