بات من المؤكد ان المخدرات أصبحت أكثر تفشياً وانتشارا بين طلاب المدارس وكذلك طلاب الجامعات دون فارق ما بين الجنسين ..
وها هي المشكلة تكبر وتتضخم بشكل جلي وعلينا جميعاً أن نتكاتف ونبذل جهود كبيرة لوقاية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة بتكاتف جميع الجهات الرسمية والمدنية كلاً يقوم بدوره للحد منها لخطورتها على الصحة البدنية والنفسية لبناة المستقبل الذين نعول عليهم كثيراً لتحقيق رؤية 2030 التي تعتمد في المقام الأول على عنصر الشباب، وكذلك فهي تضر بالإقتصاد والتنمية وتكثر بسببها السلوكيات الخاطئة المؤدية الى الجريمة والانحرافات بشتى أنواعها ومن هنا كان لازاماً علينا العمل على معالجة هذه الظاهرة الفتاكة بوضع خطة شاملة للحد منها، ويجب تجنيد كل من يهمه الأمر لتوعية شبابنا من الوقوع في شرك المخدرات والمؤثرات العقلية لكي نجنب شبابنا مخاطرها المهلكة. وقد تمثل هذا الامر في مشروع رائد حوى قصب السبق والتميز إلا وهو مشروع نبراس الذي بدئنا نجني ثمار ما قدمه خلال العامين السابقين ببرامج نوعية ودورات تخصصية في كافة المجالات وكان من هم تلك البرامج التي تعد نواة العمل الوقائي في البيئات التعليمية برنامج تنمية المهارات الحياتية بحث تعد ركيزة أساسية لإكساب الطلاب والطالبات المهارات الحياتية المهمة لحمايتهم من براثن المخدرات والمؤثرات العقلية..
ومن هذا المنطلق يجب علينا أن ننمي لديهم تلك المهارات بشكل علمي وعملي وهي:
أولاً: مهارة إدارة الوقت والتخطيط
تعد هذه المهارة من المهارات المهمة التي تعين الطالب على تحقيق أهدافه التعليمية والدراسية، حيث يفتقد بمرور الأيام القدرة على تعويض الوقت المهدر الذي يقضيه أو يستنزفه في غير الدراسة وكثير من الطلاب تنقصهم هذه المهارة، أو أنهم في حاجة دائمة إلى من يعينهم على ذلك، سواء في البيت أو المدرسة، ويشكون عادة من ضيق الوقت وصعوبة تنظيمه مما يسبب لهم المزيد من الارتباك والقلق، وكثير منهم لا يدركون أهمية الوقت وكيفية استغلاله بما يعود عليهم بالفائدة، فاستخدام مهارات إدارة الوقت وتنظيمه مفتاح مهم وضروري للإنجاز والنجاح.
ولكن في حقيقة الأمر أن المشكلة ليست في الوقت، وإنما في كيفية استثماره بالشكل الصحيح، فالوقت هو الشيء الوحيد الذي يمتلكه جميع الناس بالتساوي، والبعض يتركه ليهرب من بين أصابعه دون أن يعي إلا بعد فوات الأوان، أو يسيء إستخدامه في أعمال قد تؤدي به للوقوع في فخ المخدرات أو المؤثرات العقلية .
علينا أن نتعلَّم ونعلم أبناءنا، كيف نستفيد من الوقت، وكيف نقوم بإدارته بشكل جيد، إنَّ إهدار الوقت يجعلنا نفشل أمام تحقيق أهدافنا التي تتطلب فترة محدودة لإنجازها، فالنشاط والسعادة مرهونان بمدى قيام كل واحد منّا بدوره في الحياة، لذلك علينا أن نعي كيفية تنظيم الوقت المتاح، وكيفية اكتساب هذه المهارة الضرورية، فالوقت من أندر المعادن، لذا إن لم نحسن إدارته، فلن تتّم إدارة أي شيء آخر، لأنه مورد لا يمكن ادّخاره أو الاحتفاظ به، لذا وجب استخدامه بحكمة وفعالية، ومن ثم تُعرّف مهارة تنظيم الوقت بالنسبة للطالب بأنّها الاستغلال الأمثل للوقت المتاح وتنظيمه بطريقة سلسة ومنظمة من أجل تحقّيق النتائج الدراسية المرجوة في الوقت المحدّد، وعلى الطالب أن يسأل نفسه دائماً:
ما أفضل طريقة للاستفادة من وقتي؟، وقيل: «أفضل طريقة للبدء بعمل ما هي البدء به على الفور»
وهناك عدة جوانب لها أهمية كبيرة، تتمثل في تشجيع ومساعدة الأهل في صياغة الهدف الذي يحدده الأبناء، شريطة أن تأتي المساعدة على منوال حاجات ورغبات وقدرات وتطلعات الطالب، وهي من الأمور المهمة لتفعيل وتنمية مهارة إدارة الوقت وتنظيمه، فالطالب يعرف أنه كلما انتظم لديه الوقت وأنجز واجباته المدرسية على النحو المطلوب، كلما اقترب من تحقيق هدفه الذي يحلم به، فالدراسات التربوية الحديثة، تؤكد أن الإنسان الذي لديه هدف واضح في حياته تزداد إمكاناته المعنوية بشكل كبير، يستيقظ عقله، وتتحرك دافعيته، وتتولد لديه الأفكار التي من شأنها أن توصله لتحقيق هدفه، فقد أصبح تحديد الهدف في حياة الإنسان أساس نجاحه، فالطالب طيلة مسيرة حياته الدراسية يحتاج إلى مرجعية «هدف» يعود إليه عندما تتقاذفه مجريات الحياة ومتغيراتها، بحيث تمنحه هذه المرجعية قوة الدفع الذاتية التي تحافظ على توازن الطالب و تعطيه الدافعية نحو الإنجاز والاستمرارية لبلوغ الهدف».
و هُناك عدّة شروط يجب أن تتوفر ليتمّ النجاح في عملية تنظيم الوقت، من خلال تحديد الأنشطة الهامة وترتيبها، فهناك أنشطة غاية في الأهميّة وبعضها أقلّ أهميّة، ومن ثمة فتنظيم وقتك يساعدك على إعداد قائمة بأولويات أداء الأنشطة، لأن ذلك يحمي النفس من الفراغ والوقوع في الخطأ، ومن ثم يخفّف من وطأة الضيق والتوتر النفسي وقطع الملل الذي يعتري الطالب عادة إذا ما ابتعد عن العمل، وأن يوفّر الوقت للتفكير والإبداع في الأعمال التي يقوم بها، ويزيد من كفاءته في العمل والنشاطات الحياتية، كما يمكّنه من تنمية مواهبه وقدراته الذاتية وتطوير نفسه باستمرار».
كذلك إنَّ الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ والحصول على نتائج جيّدة تتوقف على التخطيط السليم، فأي عمل لا يتّم التخطيط له بشكل جيِّد لا ينال حظاً من النجاح، لذلك على الطالب أن يحضّر ورقة وقلما ثمّ يحدّد المطلوب إنجازه من أعمال، بعدها يضع خطة لإنجاز كل عمل على حدة، مع إعطاء الأولوية للدروس الأكثر أهمية، أو التي تحتاج مبادرة في الجهد، كما يجب أن يكون واقعياً في وضع خطّته، ولا يجعل من التخطيط في حدّ ذاته مضيعة للوقت، ثم التنظيم الجيّد للوقت، من خلال عدم تأجل بعض المواد، وعليه أن يضع في الجدول وقتاً للمراجعة الأسبوعية لكل مادة، وأن يشرع في التنفيذ الفوري وعدم التأجيل، لذلك يجب البدء في كل عمل حسب الوقت المحدّد له في الجدول، كما يجب عليه أن يكون نشطاً، ولا يجعل الكسل يتغلب عليه، وأن يحدد وقتاً لكل جزء يذاكره، وأن يسجّل خطّته اليومية، ويجعلها في متناول يده باستمرار، وأن يدرك أهمية الابتعاد عن كل ما يصرفه عن الالتزام بتنفيذ بنود جدوله».
وعندما يكون لدية وقت فراغ عليه أن يمارس فيه الأنشطة التي يحبها سواءً كانت رياضية او ذهنية أو فنية او أدبية ، لايدع فرصة للفراغ السيء أن يغزو حياته بأي شكل من الأشكال .
ثانياً: مهارة إدارة المال
سؤال : لماذا نعلم أبنائنابصفة عامة وطلابنا بصفة خاصة مهارة إدارة المال؟
الجواب: هم مِثلُنا تماماً يحتاجون تعلّم كيف يضعوا ميزانية؟ وكيف يدّخرون المال؟ وكيف يُنفقونه؟ وكيف يحدّدون أولوياتهم؟ وكيف يفرّقون بين الضروريات والحاجيات والكماليات؟
فهم لم يولدوا ولديهم ثقافة إدارة المال ؛ بل واجبنا - ومنذ وقت مبكر - تدريبهم على ذلك ..
وذلك التدريب يكون من خلال الممارسات العملية التي يرونها ويلمسونها في سلوكنا
- نحن القدوات - أولا ، ثم بالوسائل العملية التي نعُلّمهم وندرّبهم عليها ..
كيف يمكننا ذلك من خلال الأبوين
عن طريق أشراكهم في إعداد الميزانية العائلية.
تعليمهم أن المال وجدْ لكي نُحسِن استخدامه فيما ينفعُنا ، وفيما نحن فعلا بحاجة إليه.
تعليمهم كيف يعدّون ميزانيتهم الخاصة ، وبنود الصرف اليومي لديهم.
تعليمهم كيف يبدأون في الادخار من مصروفهم اليومي ، وما حصلوا عليه في اﻷعياد والمناسبات ؛ مع التنبّه أن لا تأخذ مما ادّخروه من مال.
أن تناقش معهم قضية الإعلانات التجارية ، وما ينبغي لنا من تعامل تجاهها.
تدربهم على كيفية الحصول على أفضل الأسعار عند التسوّق ، وكيفية التفاوض والشراء وطلب العروض.
تشجّعهم على العمل ولو في أوقات محدّدة أو أيام الإجازات ؛ فسوف يعوّدهم ذلك على الثقة بأنفسهم ، ويتعلّمون إدارة المال بشكل عملي.
اِجعلهم يتحمّلون مسئولية إنفاقهم للمال قبل أوانه ، أو فيما لا يُفيد ؛ ولا تمنحهم أموالا أخرى تعويضا لهم عن فعلتهم تلك.
عرّفهم أن المال إنما يُؤخذ مقابل عمل ونتيجة مجهود نبذله ؛ ولكي نقوم بذلك فلا بدّ أن نكلّف الأبناء بمهام إضافية تُناسب مرحلتهم العمرية ، ثم نُكافئهم على إنجازها.
على الوالدين أن يتقنوا 'فنّ التدخّل' في الوقت المناسب ؛ حين ترى من أبنائك تبذير ما ادّخروه فيما لا ينفع ، أو فيما قد اتفقتم على عدم شراءه.
كذلك علينا الإهتمام بمهارات الاتصال فهي من أهم المهارات التي لا يستطيع الانسان العيش بدونها ، حيث أن الانسان يرتبط بمن حوله ارتباطاً وثيقاً من أجل مواصلة الحياة بشكل طبيعي ، والاتصال هو واحد من أهم العمليات الاجتماعية .
ويكون أساس عملية الاتصال على تبادل معلومات وأفكار بين الناس ، كما أن فيها تبادل حضارات وثقافات بين الناس ، وهو العملية التي لا يستطيع الانسان الاستغناء عنها أبداً ، فهي بمثابة الحياة مع العالم الخارجي الذي يعيش فيه ، فنرى أن الانسان يستطيع أن يعبر عما بداخله من خلال الحديث مع الآخرين ، كما أن الانسان يحصل على ما يريد من خلال عملية الاتصال ، والتي تمثل العملية الأساسية الأولى في حياة الانسان من أجل التواصل مع مجتمعه الذي يعيش فيه، من هذا المنطلق كان واجباً تطوير هذه المهارة بشكل دائم وعدم إهمالها .
ولكي ننمي مهارات الإتصال لدى الطالب علينا أن ننمي لديه المعرفة ، والثقة بالنفس والتخلص من الخجل ، وحب القراءة والإطلاع ، كذلك تعلم لغات جديدة ، وتعلم لغة الجسد والمشاعر جيداً ، وأن تكون لغة التواصل التي يستخدمها مفهومة وبسيطة ، وأن يكون ماهراً في بناء العلاقات الجيدة ، ويجيد استخدام مهارة التواصل بالعين ، بالإضافة إلى أن يكون مستمع جيد فالاستماع جزء مهم من عملية الإتصال .
كما ينبغي علينا أن نركز على تطوير الذات والإستمرار في ذلك والمقصود هنا بتطوير الذات هو استخدام القدرات والمهارات التي تساهم في تحقيق الأهداف المرجوة، حيث تعتمد أساليب تطوير الذات، على تحديد الأهداف التي يُطمَح للوصول لها والبدء بالسعي لتنفيذ كل ما هو مطلوب لتحقيقها.
وهناك عدة أساليب للوصول لتطوير الذات مع الإستمرار في هذا التطوير بعمل تحليل تقاط القوة والضعف وتحديدها، وتعتمد الخطوات التالية بناء على نقاط القوة التي يجب استغلالها وتطويرها لإمكانية إنجاز العمل، ونقاط الضعف التي يجب محاربتها والتخلّص منها.
ايضاً بذل الوقت والجهد في تحويل نقاط الضعف لنقاط قوة، حيث يساهم ذلك في تحقيق الأهداف والوصول لها بسهولة وسرعة أكبر.
ومن الأهمية بمكان التحلّي بالصبر والمرونة في التفكير بحيث يمكن الاستماع لأفكار وآراء الآخرين واستيعابها والاستفادة منها فيما بعد.
كذلك يجب وضع خطط بديلة أثناء مرحلة التخطيط وذلك لإمكانية تجاوز أي عقبات مستقبلية يمكن أن تحول دون إنجاز الخطط الموضوعة.
التحلّي بالإرادة والأمل رغم الصعوبات التي يمكن أن تقف في منتصف الطريق، والإيمان بالقوة الداخلية التي يمكن أن تجذب الأفكار الإيجابية عند التفكير بها وتساعد على تخطي التحديات.
والاستفادة من قصص النجاح الملهمة لمعظم مشاهير العالم، والتي كانت نتيجة لفشل معيّن في حياتهم ولكنّهم أصرّوا على الاستمرار وإقناع العالم بما لديهم من القدرات والمواهب التي مكّنتهم من الوصول لمبتغاهم.
التزود بالمعلومات التي يمكن الاستفادة منها في مجال الدراسة من خلال قراءة الكتب المختلفة وتصفح المواقع العلمية الإلكترونية والموثوقة من حيث صحة المعلومات ومصدرها.
العمل على تنمية المهارات والمؤهلات من خلال ارتياد المراكز التدريبية التي تساعد على زيادة وتحفيز القدرات العقلية والذهنية.
واختيار بيئة صحية وعلاقات اجتماعية بنفس المستوى الفكري والثقافي لتكون داعمة ومحفزة، والتخلّص من الأشخاص السلبيين أصحاب الأفكار المسمومة والتي تحاول إحباط الشخص والتقليل من قدراته.
ومن الضروري أن تكون النظرة تجاه الأشخاص الناجحين في حياتهم نظرة خالية من الحسد والحقد، والتفكير في كيفية تحقيق ما وصلوا إليه من خلال الاعتماد على النفس وبذل الجهد الشخصي بعيداً عن طرق الاحتيال والنصب.
الابتعاد عن كافة العادات السلبية التي تؤثّر على سير عمل الدماغ بطريقة سليمة كالتدخين وإدمان الكحول وتعاطي المخدرات، والمؤثرات العقلية ، واتّباع نظامٍ غذائيّ صحيّ يساهم في بناء الجسم ويزيد من القدرات العقلية وتحفيزها لبناء حياة أفضل ومستقبل واعد.
دعونا نعمل سوياً لبناء الأبناء بطريقة صحية سليمة وواعية فخير بناء بناء الأبناء، لكي نقيهم من خطر الوقوع في براثن المخدرات والمؤثرات العقلية تعاطياً أو ترويجاً أو بالإتجار بها ممايؤدي إلى مالاتحمد عقباه ، نحن في غنى عنه ببذل قليل من الوقت والجهد والإهتمام بهم والمتابعة المستمرة الغير مباشرة والمراقبة دون تضييق ونشدد على وجوب مصادقة الأبناء والطلاب والتقرب منهم وزرع الثقة وتوطيد العلاقة معهم لكي نبني حصناً منيعاً بينهم وبين كل من يحاول جرفهم للسقوط في هاوية المخدرات .