أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود أمراً سامياً يقضي بالسماح للمرأة بالقيادة ، مما أثار ردود فعل واسعة بين مؤيد و معارض و متفاجىء وحائر ، لهذا نحتاج الى أن نعود لما قبل القرار لكي نعرف الهدف منه ، ولماذا تم إقراره ولِنُزيل كل شبهة قد تطرق عقولنا
ولنبدأ من الجانب الشرعي ( فهي مباحة مالم يترتب عليها ضرر ) هنا ينتهي دور هيئة كبار العلماء التي هاجمها الكثير من الداخل والخارج لسبب انها رفضت في الماضي والآن تبيح ، وهي في الحقيقة لم تفعل ذلك بل أن نظرتها الشرعية في الماضي والحاضر واحدةً لم تتغير
وهذا يدل على جهل هذا الناقد بدور هيئة كبار العلماء في (الافتاء) ، ولو أمعن النظر لعلم أن المانع في الماضي هو "الضرر وعدم الحاجة" وليس عدم الإباحة أو التحريم ؛ فمتى ما أنتفى الضرر وأصبح الناس بحاجة لها باتت القيادة لا مانع منها
نأتي بعد ذلك الى ما قد يجعل القيادة للمرأة حاجة ملحه وضرورية في هذا الزمن !!
ومن أهم الأسباب هو التقصير أو التكاسل من بعض أرباب الأسر في خدمة اهل بيته مما جعل السائق او شركات التوصيل البديل عنه ،
قال ابن عثيمين : " لا حاجه لقيادة المرأة بل تُخدم من قبل أخونها وأهل بيتها " ، وكان محقاً رحمه الله فقد كان التقصير في الماضي قليلاً ولم تكن تذهب المرأة مع أجنبي لا تعرف عنه سوى اسمه الذي قد يكون مزوراً أيضا لتقضي حوائجها ، ناهيك عن كونها خلوة غير شرعية
ولو نظرنا في السائق أو شركات التوصيل لوجدنا أن كل منهما تكلفته عالية في المدى البعيد وخطرهما أعلى من أن تقود المرأة ، ناهيك عن بعض الأُسر التي ليس لديها عائل يقوم على شؤونهم ومتطلباتهم وعدم مقدرتهم مادياً على استقدام سائق لهم
لهذا فالدولة من منطلق اهتمامها بما يخدم جميع شرائح المجتمع من مقتدر مادياً لاستقدام سائق لأسرته وغير مقتدر وبين قائم على خدمة أسرته ومقصر وللحفاظ على الحقوق لهم عامة اضطرت للتدخل و اختيار الأقل ضرراً والأصلح من وجهة نظرها .
ومن بعد صدور هذا القرار انتقلنا الى مرحلة أخرى ليست على الصعيد الاجتماعي بل الإعلامي ؛ حيث ظهر العراك بين تياريّ السرطان وبدأ واضح للجميع
والسبب أن اللبراليين يقولون ( نحن انتصرنا وباتت كلمتنا هي العليا ، ولم نعد معارضين بعد الآن "بل" أنتم المعارضين يا أُخوان )
وبهذا جعلوا القرار وكأنما جاء بسبب نضالهم أو بالأصح وهمَهم ؛ وجعلوا كل مخالف لهم متخلف ظلامي ولم يحترموا وجهات النظر الأخرى مما تسبب في إثارة العاطفة لدى العامة أيضاً
ما جعل التيار الإخواني يستغل الغضب الذي سببه اللبراليين للعامة لصالحه ، وذهب يردد ( هاهي المملكة تتحول إلى علمانية ) دون العوده إلى بلدانهم المفضلة تركيا وقطر اللذان يوجد بهما ما لا يوجد في غيرهما من المنكرات
وهذا يدل على جهلهم فهم يرون ما حرم الله هناك حلالاً وما حلل الله هنا حراماً ، فهم جهله أرتدوا رداء الدين من أجل الوصول لغاياتهم
ومن هذا ندرك أن تياريّ السرطان في وادٍ و الواقع في وادٍ آخر ؛ الواقع يقول بسبب التقصير والضرورة أُقرّ القرار ؛ وفي الإعلام يتصارع التيارين من المنتصر اليوم
وفي النهاية أتمنى أن نكون أكثر مسؤولية و نؤدي واجباتنا بأكمل وجه لكي لا نحتاج قرار آخر يعدل من أخطائنا ويكمل تقصيرنا
اليوم فقدنا رفيقتنا في طريقنا وهي فقدت أيضا لقب الملكه ؛ فكلٌ خسر ما يكفيه فلنصحح من واقعنا لكي لا نخسر أكثر
ولنعلم جميعاً أن الدولة لن تسير على رغبة تيارات يعلم الجميع من يقف خلفها من أعداء الوطن ؛ ولن ينتصر او يتمكن أحداً منهما من بلادنا أبداً إن شاء الله ، وسنبقى وسطيّين معتدلين لا متشددين أو منحلين
إذا هي الضرورة الحتمية التي أنتجت هذا القرار وقضي الأمر ووجب علينا السمع والطاعة
التعليقات 1
1 pings
زائر
30/09/2017 في 5:51 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل استمر
(0)
(0)