على العكس من واقع الحال في كثير من دول العالم، ينتاب الزائر للملكة العربية السعودية شعورا بالسعادة والسرور نتيجة للرضا والاعجاب والانبهار لما يشاهده الزائر لهذه الدولة من معالم حضارية وخدمات متقدمة ونهضة عمرانية تخطف الأبصار وتبهر العقول. وليست الأبراج المشيدة هي وحدها من يعانق السحاب، بل ان طموحات وإرادة الرجال الأوفياء المخلصين لوطنهم السعودية تعانق كذلك هامات السحب مما جعل السعودية تصل الى مصاف الدول المتقدمة وتتجاوز هذا المدى في مجالات كثيرة، الأمر الذي ساهم في كونها الوجهة المفضلة للكثير من السياح، والمناخ الاقتصادي المناسب للعديد من المستثمرين الأفراد والشركات والمنظمات والمهرجانات. ومما لا شك فيه أن المؤسس الحكيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه قد وضع الأساس المتين بعد توحيد البلاد عام 1932م. وخلق البيئة الملائمة لانطلاق الثورة التنموية الكبرى التي أكمل مسيرتها من بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وسلمان، ليجني شعب السعودية ثمار هذه النهضة في الوقت الحاضر. وما منطقة الرياض التي حمل لواء نهضتها وتطورها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الا مثالا حيا على هذه القفزة الاقتصادية والنقلة الحضارية حتى باتت الرياض كوكبا مشعا في الفضاء العالمي يقصده الملايين من المسافرين يوميا من كل بقاع العالم.
في أجواء المملكة العربية السعودية يلاحظ المسافر على متن الطائرة أنه كلما اقتربت الطائرة من الهبوط على أرض السعودية، كلما ارتفع مؤشر السعادة والسرور لديه حتى يصل الى أعلى مستوى له بمجرد هبوط الطائرة على أرض المطار. وفي الأجواء ذاتها ومن خلال النافذة الصغيرة للطائرة يمكن مشاهدة صفاء الجو وجمال الطبيعة وروعة التخطيط الحضري في مشهد متكامل لدولة عصرية في غاية الجمال والصفاء والنقاء. كيف لا وهي الدولة الوحيدة التي يقصدها أكثر من مليوني حاج ومعتمر سنويا لزيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وكيف لا وهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية. وكيف لا وهي مهد الحضارات العربية في الجزيرة العربية مثل حضارة قوم عاد الذين سكنوا منطقة الأحقاف جنوب الربع الخالي، وحضارة مدين، وحضارة قوم ثمود في شمال الجزيرة العربية بوادي القرى حيث توجد اثارهم في مدينة العلا بين المدينة المنورة وتبوك، وقد تميزوا بنحت بيوتهم في الجبال. وقد أولت هيئة السياحة والآثار في المملكة العربية السعودية أهمية قصوى للبحث الأكاديمي في مجال الآثار السعودية والاهتمام بها وتشجيع السياحة اليها والتعريف بها.
وما أن يغادر المسافر أجواء المملكة العربية السعودية وحدودها حتى يبدأ هذا الشعور السعيد بالتراجع حتى يصل الى أدنى مستوياته قبل دخوله المملكة.
فما هو السر يا ترى في هذا الارتفاع المفاجئ والمستمر لمستوى إحساس الانسان بالرضا والسعادة عندما يقترب من دخول الأجواء او الحدود البرية للملكة العربية السعودية.
منذ لحظة هبوط الطائرة في المطار يلاحظ المسافر عبر النوافذ الصغيرة للطائرة انطلاق مركبات وعربات الخدمات الأرضية المساندة في مشهد يوحي بجودة وسرعة الخدمات للوصول الى المستوى الذي يحقق رضا المسافرين وبالتالي سعادتهم وارتياحهم. وما أن يتم الدخول الى صالات الاستقبال بالمطار حتى يتفاجأ المسافرين ايضا بسرعة ودقة وانسيابية حركة انهاء إجراءات الدخول عبر مكاتب الجوازات والجمارك ومكاتب خدمات العفش والنقل في مشهد يعبر عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة والوفادة، مما يعزز الشعور لدى المسافر بوجود أجواء من السعادة والبهجة والسرور في دولة تولي خدمة الضيوف أهمية قصوى نابعة من التقاليد والثقافة التاريخية الأصيلة للمجتمع السعودي المتوارثة جيلا بعد جيل. ويمكن مشاهدة هذه الثقافة العربية العريقة في مهرجانات ثقافية تقام سنويا لإعطاء الزائرين نبذة تعريفية عن حياة الآباء والأجداد في زمن ما قبل ظهور النفط والطفرة الاقتصادية، مثل مهرجان الجنادرية في العاصمة الرياض وسوق عكاظ في مدينة الطائف.
وربما يكون من أسرار إحساس الزائر للسعودية بدرجة رضا عالية وارتياح هو أنه يجد كافة الخدمات المتعلقة بالسياحة متاحة ومتوفرة بأسعار رمزية غير مرتفعة الى الحد الذي اعتاد عليه الكثير من السياح خلال زياراتهم لدول أوروبا وأمريكا وآسيا الشرقية، لاسيما وأن السعودية تتفوق سياحيا وأمنيا على كثير من هذه الدول، حيث توجد الفنادق الفخمة والمجمعات التجارية والترفيهية والسواحل البحرية الطويلة التي تتوفر بها جميع مقومات السياحة الترفيهية في أجواء من الأمن والطمأنينة وكرم الضيافة السعودية.