في لحظة استغراق في التفكير متأملًا في حالنا ومانحن عليه الآن من الخيرات والنعم التي تأتينا من جميع دول العالم، وبين حال ما كان يعيشه أباؤنا وأجدادنا قبل توحيد المملكة العربية السعودية وكيف كان يقضي الناس معظم أوقاتهم بالكد والكدح والعمل الجاد للحصول على لقمة يسدون بها رمقهم ورمق من يعولون وبمخاطر حيث كانت نسبة الأمن والآمان لديهم ليست كماهي عليه الآن وهل كان لديهم إلمامًا ومعرفة بأمور دينهم ومعرفة بالعقيدة السليمة؟ حتمًا الإجابة "لا"، فقلة من كان منهم متعلمًا مثلما نحن نعرفها الآن بسبب التعليم الذي دعمته دولتنا وولاة أمرنا بعد توحيدها والذي من أساسه تعلم عقيدتنا وأمور ديننا.
ومما زاد في حيرتي وأنا مستغرق في ذلك التفكير أن يأتي شابًا طائشًا لم يتجاوز عمره ثلاثين عامًا، وربما أقل من ذلك أو يزيد ويقول بكل جهل وحماقة وبعدم دراية بماكانت عليه مملكتنا قبل توحيدها، ماذا فعل الملك عبدالعزيز وآل سعود ورجالهم لبنائها؟! بصراحة أنه لأمر مضحك للغاية وسؤالًا يدل على عدم دراية بالتاريخ وبحال الجزيرة العربية قبل أن يوحدها صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وذريته، ومن عاونوهم فقد كانوا سببا بعد الله بنشر العقيدة السليمة الصحيحة بين الناس والتي أساسها إعلاء كلمة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" فبسبب تطبيقها والسعي لنشر التوحيد الخالص لله ونبذ كل المظاهر الشركية ساد الأمن والآمان وتوالت الخيرات بفضل الله، ثم بفضلهم فأصبحنا نتمتع بنِعَمٍ لا تحصى برغم وجود الأخطاء فيهم فهم بشر، وليسوا منزهين، ومن منا لا يخطئ ومن منا لا يقصر، فلنحمد الله ونشكره ولندعوا الله أن يحفظ لنا ولاة أمرنا، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التقية النقية التي تعينهم على الحق وأن نسعى للحفاظ على هذا الكيان العظيم الذي بني بجهد جهيد وأن نغرس في نفوس الأجيال جيلا بعد جيل حبه والدفاع عنه والافتخار به، وكل ذلك عن طريق الأسرة أولًا ثم التعليم الذي يشمل بدراسته التاريخ خصوصًا في المراحل المتقدمة من التعليم والتي هي الأساس للبناء الفكري الذي يستمر معه طوال سنين عمره.