* نفهم من مصطلح أكاديمية أنها ذلك الصرح التعليمي الذي يهتم في تأهيل وتطوير وتخريج الكوادر المتخصصة في علم أو مجال معين من المجالات العلمية أو الرياضية وغيرها من المجالات. ويعمل في هذي الأكاديمية أكاديميون متخصصون في تلك المجالات.
ومن الملفت للنظر في وقتنا الحاضر استخدم مصطلح (أكاديمية) في الوسط الرياضي بكثرة وأصبح يطلق على أي مجموعة تمارس كره القدم في مجتمعنا الرياضي على مستوى الأندية والأحياء لجذب المشاركين والموهوبين لممارسة كرة القدم.
* اعتقد أن من تستحق أن نطلق عليها أكاديمية رياضية لكرة القدم بالمعنى الحقيقي ليس التي تتوفر بها ملاعب كرة قدم ومدربين وأدوات التدريب بل من تمتلك مرافق ومدارس تعليمية تهتم في النشئ والبراعم من جميع الجوانب كالجانب الغذائي والصحي والجانب التعليمي والتحصيل الدراسي والتثقيف الرياضي للاعب من حيث الالتزام في مواعيد التمارين واحترام الوقت واحترام من هم حوله في المنظومة الرياضية، إضافة إلى التدريب في كرة القدم. وأيضاً تهيئة البيئة الصحية النظيفة والمناسبة للتدريب ، والأكاديمية الحقيقية هي من تهتم وتعمل على تأهيل وتطوير وتخرج المدربين والإداريين وأخصائيي إصابات الملاعب أضافة إلى اللاعبين الموهوبين.
نعم هناك أندية لديها القدرة المالية على إنشاء مشروع أكاديمية متخصصة ، لكن عدم الثقة في مخرجات الأكاديمية من الموهوبين وكذلك افتقادها للكوادر اﻹدارية والفنية المتخصصة جعلها تصرف النظر عن هذا المشروع.
* لم نشاهد في الوقت الراهن أي أكاديمية رياضية لكرة القدم في مفهومها الحقيقي في المملكة متخصصة في تدريب وتأهيل وتطوير الكوادر والعناصر المرتبطة في كرة القدم من فنيين وإداريين وكادر طبي ولاعبين،
كل مانشاهدة هي مدارس كرة قدم تهتم في اللاعب فقط وباجتهادات من الأندية وبعض مالكي الأكاديميات الخاصة أو المدارس الكروية ويشكرون عليها.
فعلينا أن نفرق من حيث المفهوم والأهداف بين أكاديمية كرة قدم وبين مدارس كرة القدم لتعليم وتدريب اساسيات كرة القدم.
* ظاهرة انتشار المدربين الغير متخصصين في عالم تدريب النشئ الذين لا يحملون أي مؤهلات تدريبية أو تربوية ويقومون في إنشاء فريق كرة قدم مكون من عدة أشخاص من النشئ والبراعم ويطلق عليها (أكاديمية ) علمآ إن هؤلاء المدربين لايملكون القدرة على التعامل مع النشئ والبراعم ولايملكون المقدرة
والكفاءة على إيصال معلومة سلوكية أو مهارة فنية إلى النشئ. إن من أهم الخصائص لتدريب هذة الفئة من النشئ والبراعم الحصول على مؤهل علمي تربوي.
(فاقد الشيء لا يعطية ) فنجدهم يقودون النشئ والبراعم في بيئة غير جيدة وغير مناسبة أو مهيئة للتدريب. وهدفهم الأساسي هو الربح المادي أو المشاركة في البطولات والحصول عليها دون النظر والعلم بأهداف الأكاديميات والمدارس الكروية.
* تهدف أكاديمية كرة القدم إلى التدريب والتأهيل والتطوير لجميع العناصر والكوادر المرتبطة في كرة القدم لكن أهداف تلك الأكاديمية لم نجدها في مجتمعاتنا الرياضية وأنديتنا أصبح الهدف الأساسي هو المنافسة والفوز بالبطولات والظفر بها بشتى الوسائل المتاحة والغير متاحة.
من المفترض أن الحصول على بطولة بالنسبة لأكاديميات الأندية أو بالأصح المدارس الكروية لا يعتبر إنجاز. إنما الإنجاز الحقيقي هو مخرجات المدارس الكروية من اللاعبين الموهوبين للاستفادة منهم في المستقبل بتغذية أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية. وهذا ما أسست من أجله المدارس الكروية والأكاديميات.
* ألف مبروك تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم بروسيا
الكاتب عبدالله بن مانع
رئيس أكاديمية الإمبراطور الرياضية لكرة القدم المدينةالمنورة
akadimit