في إحدى الجامعات سأل الدكتور طلابه:
إذا كان هناك "٤ " عصافير على الشجرة وقرر " ٣ "منها الطيران، فكم بقي على الشجرة ؟
فأجاب الجميع "واحد"، وفجأة اختلف معهم أحد الطلاب وقال الذي بقي "٤" عصافير، فكان الانبهار..
فسأله الدكتور كيف ذلك؟
فقال: لقد قلت "قرروا " ولم تقل "طاروا" واتخاذ القرار لا يعني تنفيذه..
وكانت الإجابة الصحيحة بالفعل..
هذه القصة تلخص حياة بعض الاشخاص ، تجد في حياتهم الكثير من الشعارات والكلمات الرنانة، تجدهم نجوماً في المجالس وبين الأصدقاء وعلى جميع المنابر ، لكنهم ليسوا كذلك في حياتهم الحقيقية.
الكثير يتكلم ويجيد فن الكلام وبهرجته ، والقليل يفعل .
فكونك (تقرر) شيء .
وكونك (تفعل) شيء آخر.
مايؤلم حقاً ان الكثير يدعي المثالية بشعاراته التي يتغنى بها ، وعندما تبحث في قاموسه عن الأفعال تجدها صفراً على يسار عدد كبير من القرارات التي لم ترى النور كفعل ، ولم تظهر على صفحات الواقع المنشود!
المجتمع ليس بحاجة لإصدار المزيد من القرارات بقدر ماهو بحاجة لتنفيذها ، وذلك على مستوى الفرد داخل مجتمعه المحيط ، أو المسؤول على المستوى العام ، أيّن كان مستواه أو موقعة التنفيذي.
ينصدم الكثير من المتابعين والمهتمين عندما يرون الكم الهائل على وسائل التواصل الاجتماعي من بعض الناشطين في هذه الوسائل والذين يتغنون بخدمة الدين والوطن والمجتمع من الأفراد أو البعض من المسؤولين ، عندما يشاهد قمة المثالية المشحونة بالحماس في قولهم وقراراتهم والتي تتلاشى عندما يبحث عنها ذاك المتلهف على أرض الواقع!
وان تم تحقيق الحد الأدنى منها فهو متهرئ لا يجدي نفعاً ولا يرتقي لأي نسبة من شعاراته وقرارته البراقة !
والتي ان جاز التعبير فهي تشبه ضوء النار الذي يجذب الفراشات لكي تحترق هناك.
بالفعل ان تقرر فهذا لا يعني انك اكملت المهمة لكي تنبري أمام الملا وتتشدق بانجازاتك التي هي بالفعل حبراً على ورق.
مايحق لك التفاخر به هو مدى ما انجزته من قرارات رسمتها مسبقاً كيفاً لا كم ، فعلاً لا قول ، حتى وان قلت تلك القرارات.
باختصار شديد لكي لانسهب في الكلام ونسترسل بمالا فائدة منه:-
من المهم ان تكون القرارات جيدة ومدروسة ، ولكن الأهم هو تفعيلها على أرض الواقع...
دمتم بود ..