ذهبت حكام وسفكت دماء شعوب ولازال الحلم الزائف مستمراً، بل من كان يفتقد لبعض حقه ، فَقَدْ فَقَدَ حقه كاملاً بتلك الدول التي شعوبها خرجت على حكامها، وانتشرت الجرائم بأنواعها وافتُقِد أهم عنصر ألا وهو الأمن الذي إذا ساد بمكان يهنأ للإنسان العيش ويؤمِّن على نفسه ودينه وعرضه وماله، وقد جعلت الشريعة الإسلامية الحفاظ على هذه الضروريات من أهم مقاصدها، والمجتمع لا يستقر بدون أمن؛ لذلك إذا ساد اطمأنت النفوس وانصرفت إلى العمل المثمر المنتج بإذن الله، وكذلك يستطيع الإنسان أن يدعوا إلى الله وأن يعبده على أحسن وجه.
كانوا الدعاة بهذه الدول وغيرها على المنابر أصواتهم تعلو باسم الإصلاح أين هم الآن عن الدول التي ساد بأرجائها ما يريدون؟
أين الإصلاح ، وأين وعودهم؟
أم أنهم كانوا يوهمون الناس بأحلامِ زائفة أصبحت واقع يُبكى عليه، وها هم الشعوب الآن يحلموا بواقع كانوا يذمونه ويتذمروا منه.
ونصيحتي للأحبة، ولكل إنسان يتكلم الآن باسم الإصلاح أمام عامة الناس يجب عليه أن يكف عن هذا حتى لا يكون سبباً في قطرة دم !ويتذكر أنه سوف يتحمل وزرها ووزر نتائجها.
فمن يريد الإصلاح وكان الخير مراده، فهناك طرق شرعها الله لنا وهي الأخذ بيد السلطان ونصحه سرّاً.
ولا ننسَ طاعة ما أمرنا به نبينا صفوة خلق الله ، وهي وجوب طاعة ولي الأمر وإعطائهم حقَّهم الذي لهم، وأن الله سائلهم عمَّا استرعاهم عليه، فقد أخرج الإمام مسلم في «صحيحه» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه حدَّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: « فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم؛ فإن الله سائلهم عما استرعاهم ».
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « إنها ستكون بعدي أَثَرَةٌ وأمور تُنكرونها »، قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منَّا ذلك؟ قال: « تُؤَدُّون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم ».
وأن في الأحاديث السابقة لم يقل البني - صلى الله عليه وسلم - : اخرجوا عليهم حتى يؤدُّوا حقكم ! بل أمر بالسمع والطاعة، وهناك أحاديث كثيرة غير هذه الأحاديث تستوجب طاعة ولي الأمر.
والجميع يعلم أن ولاة الأمر وجودهم حماية لنا بعد الله سبحانه وتعالى ، مهما كان جرمهم ، فكلنا خطائين ولسنا بمعصومين فما بالك بمن يحمي العقيدة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين