تمر السنين ، وتمضي الأعوام ، وتتعاقب الأجيال ، ونثبت للعالم أجمع ، مسلمين أو غير مسلمين ، في شرق الأرض وغربها ، بأننا أمة حكومة وشعبا ، نعشق التحدي ونقهر المستحيل ، وخيرُ مثال ليتضح للجميع المقال فريضة الحج .
ألوفٌ مُألفة وجنسيات متنوعة وثقافات مختلفة ، تجتمع في أماكن محدودة وأيام معدودة ، أمام أعين راضية مؤيدة ، وأعين حافدة حاسدة ، ولكن كل عام وبفضل الله أولا ، وقادتنا ثانيا وشعبنا ثالثا ، يمر ركن من أركان الإسلام ، بكل يسر وسهولة وأمن وأمان وسلام .
قيادتنا الحكيمة -حفظهم الله- ، تتابع خطوة بخطوة لحظة بلحظة ، وتريد أن تُوفِر وتُسَهّل وتُيَسّر للحجاج حجهم ، ليتفرغوا فقط لذكر وعبادة ربهم سبحانه ، وأيضاً تستقبل على نفقة خادم الحرمين الشريفين مجموعة من الحجاج ، منعتهم ظروف بلدانهم من أداء فريضة الحج ، لتمكينهم من أدائها ، ليكون ذلك باب فرجٍ لهم ، في حين أنهم قد بلغ فيهم اليأس مبلغاً عظيما .
وهناك مطارات تستقبل ، ومنافذ ترحب ، وجنود يساعدون ، والكل على أهبة الإستعداد ، ليجد ضيوف الرحمن كل سبل الراحة والإطمئنان ، وليس هناك في الإجراءات لا تعقيد ولا تشديد ولا تعالي ، بل حُسْنُ معاملة وأخلاق عالية ، وهذه شهادة حقٍ على لسان الحجاج أنفسهم .
فنادق على أعلى مستوى ، وأطعمة على ماتشتهي النفس وتهوى ، وهذه الفنادق ملزمة بتوفير سبل الراحة ، ومن يخالف يعاقب ، ولابد أن تكون الخدمة بحب ، ومن القلب للقلب ، ولا يُراد منها إلا رضا الرب سبحانه .
قطارات قمة في الفخامة ، ومجهّزة ومكيفة ، وأيضاً لا ئقة ومُريحة وجديدة ، وباصات متنوعة وعديدة ، لتختصر لهم الوقت والجهد ، ولتُسَهّل تنقلاتهم وهم بسعادة وفرحة أكيدة .
مراكز طبية وكوادر مؤهلة من أطباء وممرضين ، وخدمات علاجية. وسيارات إسعافية ، وطائرات إخلاء ومستشفيات متنقلة ، تُعالِج وتُمَرِض وتقوم بعمليات بسيطة ومعقدة ، وكم من مريض لم يستطع إكمال حجه ، فقاموا بمساعدته بسيارات الإسعاف المتوفرة ، ونقله بين المشاعر ليكمل فريضته على أكمل وجه .
ورجال أمن وقوات خاصة ، ودفاع مدني وأمن عام ، وكل قطاعات الدولة ، تُساهم وتُساعد وتَضْبِط وتُوجه وتُيَسِر وتَدُل ، وِفق منهجية واضحة ، وخطة مرسومة ، وكوادر عالية الكفاءة ، وتطبيق مذهل على أرض الواقع .
ناقلات وبرادات للأطعمة ، في كل نواحي المشاعر المقدسة ، بالمجان أشكال وألوان ، مغلفة ومعبأة بإتقان ، مقدمة من القيادة والشعب ، ومن مؤسسات حكومية وحتى الخاصة على حدٍ سواء .
دكاترة جامعات وكشّافة ، وطلاب مدارس وعاملين في الحملات ، كلهم يرشدون من ضَلّ ، ويساعدون المريض والمُعْتَل ، ولا يبخلون بنصيحة أو معلومة ، ويشرحون إذا هناك شعيرة غير مفهومة ، بقلوب مُحِبة رحُومة .
مشائخ وعلماء وطلاب علم ومثقفون ، يوضحون ويدُلُون ويبينون ويُفتون ، لكل حاجٍ بحاجة لفتوى أو عون ، في أكشاك مخصصة ، أو في داخل مخيمات الحجاج .
مترجمون لكل اللغات ، سعوديون أومن شتى بقاع الأرض ، يساهمون في توضيح المناسك ، ويوجهون كل من تاه ، ليتوجه للمكان الذي يريده ويقصده .
مؤسسات حكومية وشركات خاصة ، تطبع الكتب والكتيبات والمطويات التوضيحية ، وتوزع الشمسيات والمضلات والمياه الباردة .
وحصوات الجمرات تُغْسَل وتُنظّف وتُجهّز ، وتُعَقّم وتُحْصَى وتُعَدّ ، وتُكيّس وتُسَلم مجاناً لكل حاج ، ليُخَفف عنه عناء البحث ، ولتكون متوافقه مع وصف وتوضيح رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لها .
شركات وعمّال نظافة بالمئات ، يقومون بتنظيف الطرقات والمخيمات ، أولا بأول على مدار الساعة ، ليضمن الحاج بعد الله له مقر إقامة نظيفاً وصحياً يليق به .
قنوات تلفازية وإذاعية ، ووسائل إعلامية ، وصحف ورقية وإلكترونية ، وشبكات وحسابات على مواقع التواصل الإجتماعية ، تبُث الحدث العظيم حياً على الهواء ، لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة ، دون كلل ولا ملل ليصل هذا المشهد الرباني لكل أصقاع الأرض .
ونحن جميعاً متفقون قادةً وشعباً ومسؤولين ، بخدمة ضيوف الرحمن ملزمين ، لأن هذا شرف منحنا هو ربنا رب العالمين .
فللحجاج منا العون بابتسامة ، والمساعد لهم ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وسلامة ، فهذا واجبنا نحو ربنا سبحانه ثم نحوهم ، ونتمنى من الله سبحانه أن يوفقنا لما ييسر حجهم ، وفي آخر المقال اقول حقيقة اثبتها الزمن وهي (نحن لها ) بإذن الله .
التعليقات 2
2 pings
زائر
24/08/2017 في 9:15 م[3] رابط التعليق
مقال جميل جدآ
(0)
(0)
عماد الزهراني
25/08/2017 في 12:21 ص[3] رابط التعليق
أحياناً يكون الصمت خير من الكلام
(0)
(0)