كثيراً مانخسر اشخاص بيننا وبينهم وداً متبادل أو بدقيق العبارة ، نبني بيننا وبينهم كتل من الحواجز التي كثيراً ما تنشأ دون قصد الإساءة من احد الأطراف!
وإنما تكوّنت عن عدم فهم لكلمة طارت طيشاً من احدنا أو زلة لسان ناتجة عن حدة النقاش واحتدام الجدال !!
ما اريد ان اصل بكم اليه في محور هذا الحديث ، ألا وهو كثرت مايقع من الجدالات والنقاشات في مالا يعني المتجادلين في كثيراً من مجالسنا أو عبر وسائل التواصل الأجتماعي والتي في كثيراً من الأحيان تقع بلا معنى ولا هدف يصل به لمتحاورين والمتاجدلين لنتيجة تغير من وضع ما كان النقاش يدور حوله!
ففي الغالب يدور جدلاً حاد حول توجه أو سلوك شخصية خارج إطار مجلس النقاش ، وقد تكون هذه الشخصية في نزهه سعيدة ، أو سالكه في مناكب الأرض فجاً لاناقة للمتجادلين به ولا جمل ، ولن يصله صلب نقاشهم ، وفي الغالب أن وصله فهو في كل احواله يتمثل قول المتنبي:-
أنام ملء جفوني عن شواردها .. ويسهر الخلق جرأها ويختصمُ!!
في الغالب نتائج هذه المجادلات والناشئة عن تباين الآراء تكون قطيعة ود و فساد علاقة أو في اقل نتائجها زرع حواجز داخل النفوس بين من كانت تربطهم علاقات حميمة !!
وتصبح محصلة ذلك الجدال ، انه عقيم ولا يولد عن تزاوجه الذي يشبه الاغتصاب ولو طفل معاق يرجح كفة احد الأطراف ، بل يخرج من صلبه ضرر بالغ في علاقات المتحاورين وخراباً لبناء ودهم القديم وترابطهم الحميم!
لا أخفيكم الحقيقة انه كثيراً ما اتسأل امام نفسي عندما اخرج من بعض تلك الحوارات والمجادلات التي قد تفضي إلى كثيراً من المهاترات!
أتسأل بماذا خرجت ؟
فتصعقني الإجابة الصادمة والتي تنبعث من اعماق فكري وهي الندم ولا شئ سواه!
انتم كذلك لا يساورني شك بأن الكثير منكم حتى وان خرج منتصراً في معركة جدلية سيتسأل امام نفسه ماهي النتيجة ؟
هل غيرنا مسار أو وضع من احرقنا ودنا بالتجادل والتعارك حوله ؟؟
هل هناك مردود على مستوى الفرد أو المجتمع؟؟
في الغالب لا !!
والسبب ان الطرف الثالثه والمستهدف في صلب الحوار غير موجود أو انه أمر لا يمكن تغييره بل سيظل جاثماً على الصدور !
في كل الأحوال لعلي استشهد على جدية وخطورة طرحي عبر هذه السطور المتناثرة بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (( الذي رواه ابو أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )) حسنه الألباني ـ رحمه الله تعالى.
" المراء هو الجدال "
حتماً كان سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهواء يعلم نتائج المراء الوخيمة بين الأفراد ، لذا وعد ببيت في وسط الجنة لمن تركه وصد عنه وان كان على حق !!
وان كنت عزيزي القارئ لا بد معاقراً لهذه الجدالات العقيمة ، فطبق قول " نيل جايمان " (( أتقمّص دور الأعمى عندما أرى زَلّة شخص لا أودُ خسارته ..
أؤمن أنّ الأخطاء لا تُنقِص الوِد لكنّها تبني الحواجِز ))
لذا أخرج من معركة الجدال سليم القلب لا لك ولا عليك ، ولا تفقد اصدقائك ومحبيك بتأويل كل شاردة وواردة بأنها انتقاص من قدرك أو محاولة للانتصار عليك وهزيمتك ، رغم ان هذا قل مايحدث لأن الأمر محسوم مسبقاً فالجدال بمالا يعني الشخص نفسه وفي أمر خارج دائرة حلقة النقاش ، لن يتمخض عنه سواء بناء الحواجز الصلبه بين المتجادلين والتي قد يمر زمن طويل دون ان تذوب وتتلاشى..
دمتم بود ...