انتشر إدمان الشيشة وتدخينها بين اليافعين كإنتشار النار في الهشيم ، وأصبحَ لها رواجاً كبيراً بينهم ، حتى غدت خياراً مغرياً لهم ، وأضحت ملاذاً جاذباً لإستطلاعهم ، يقضون معها وقتاً طويلاً في ردهات الكازينوهات ، ويسامرونها ساعاتٍ ممتدة في جنبات المقاهي ، ورغم وجود تحذيرات إدارية تُطالب النشء بعدم دخول المقاهي لمن تقل أعمارهم عن الثامنة عشر عاماً إلا أن هذا التحذير عادةً يذهب أدارج الرياح طمعاً في الكسب المادي غير آبهين بإضرار هذه الآفة القاتلة ، حيث ثبت طبياً أن الشيشة وباءٌ فتّاك ، وداءٌ عُضال ، فهي مدخلٌ للأوجاع ، وبابٌ للآلام ، ترفضها الأديان ، وتأباها الأعراف ، وتمنعها التقاليد ، كما أنها أمٌ للقبائح ، ووالدةٌ للخبائث ، تُفكك الصحة ، وتفتُّ الجسد ، وتهدُّ كيانَهُ ، وتزرعُ الجراثيم ، وتبذرُ المكروبات ، لتحصد المرض ، وتجنيَ السقم ، فهي المنفّرة الأسوأ لعافية الأبدان ، والطاردةُ الأشنعُ لترياق الأجسام ، فيجب أن تُجرّم هذه العادة ، وتُحرّم هذه الخُلّةَ ، وتُحارب بالتوعية ، وتُجابَه بالقوانين ، وتُواجه بالأنظمة .
فالشيشةُ بالفعل آفة اجتماعية ، وعاهةٌ صحية ، تدمر الخلايا النخامية ، وتدكّ الغدد اللمفاوية ، وتسبب السكتة الدماغية ، والجلطة والأورام السرطانية ، والتهاب القصبة الهوائيّة ، وأمراض الشرايين القلبية ، وتسبب القرحة الهضمية ، والإلتهابات المعوية ، وتؤثر سلباً على مراكز الجسم العصبية ،
وتؤدي للقلق والتوتر والإصطرابات النفسية ، وتحْدث أزمةً في التنفس ومشاكلاً رئوية ، اذاً اضرارها كوارثية ، وآثارها سوداويّة ، فالشيشةُ بيئة خصبة لكل داء ، ومرتعاً زاخراً بكل بلاء ، ومكاناً وافراً لكل وباء ، فلذا أيُها الأحباء ، يجب علينا تفعيل دور الآباء ، والمدارس والمعلمين النجباء ،
ليكونوا على أبنائنا رقباء ، وكذلك نريد وقفة جادة من الخطباء ، ونُصح الأطباء ، وقصائد الشعراء ، ودور الأدباء ، والصحف ووكالات الأنباء ، كل ذلك لتتكاتف الجهود لمحاربة هذه الرذيلة بالتوعية ، والبعد عن هذه العادة بالإرادة ، فمدمنو الشيشة قد يمارسون نوعاً من الإنكار والتبرير ، وصنفاً من المكابرة والتغرير ، ليقنعوا أنفسهم بما يصنعون ، وليرضوا ذاتهم بما يفعلون ، ولكن قوي الشخصية يستطيع ترويض عواطفه ، وتنقيح مشاعره ، وتنقية سلوكه ، ليكون قادراً على التنقيب الإيجابي في أرجاء نفسه ، والخوض المثمر في أنحاء ذاته ، ليعرف مكامن الخلل ، ويكتشف مواطن الزلل ، لتظهر طاقته الوجدانية تجاه الشيشة بإتزان ، مقاوماً إندفاعه لها ، ومتحدياً حماسه عليها .
مذكِراً بإن أغلى ما يملك الإنسان هو صحته
، فهي الجوهرة الثمينة ، والدرة المكنونة ، لا يعرف قدرها إلا المرضى ، ولا يقدر ثمنها إلا من فقدها ، فلا تحرق أيها الشاب زهرة عمرك ، ولا تفني وردة حياتك ، ولا تدمر مكامن ذاتك ، فهل ندرك جميعاً حجم خطر الشيشة ؟ وهل حان الزمن أن نستيقظ من سباتنا لتنجو أجيالنا من جسامة هذه الأمراض المهلكة ؟ وهل أزف الوقت لنشعر بفداحة وأضرار هذه الآفة ؟ أسئلة حائرةٌ ، وإستفساراتٌ دائرةٌ ، وإستفهاماتٌ ثائرةٌ ، ولكنَّ من طرقَ الباب ، سمعَ الجواب .
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
09/08/2017 في 4:07 م[3] رابط التعليق
فعلن اخي انها دمار وخطر يدمر الأجيال
(0)
(0)
زائر
09/08/2017 في 4:12 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
09/08/2017 في 4:14 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرآ كلام من ذهب
(0)
(0)
سماح سالم الرشيدي
09/08/2017 في 4:57 م[3] رابط التعليق
أحسنت وجزاك الله خيراً .. فلعل قومنا يعلمون ويعملون
(0)
(0)
سعد
19/10/2018 في 6:52 ص[3] رابط التعليق
كلامك لاغبار عليه، ولكن منذ نشء الشيشة ونحن نسمع نفس الكلام فاين الجديد؟، ارجوا الا يكون المرجوا هو الكتابه للكتابه ..
(0)
(0)