درست في مراحل التعليم في ثلاث مدارس ثم التحقت بجامعة عريقة هي أم القرى التي أعدتني لكي أكون أكاديمياً أخدم وطني في جامعة عريقة أخرى وهي جامعة الطائف .. واستمرت الدراسة في جامعة ليدز في بريطانيا لكي أعود لوطني بخبرات مختلفة
ولكن منذ اليوم الأول في العمل مع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد شعرت بأنني قد التحقت بمدرسة أخرى من أجل أن أتعلم مبادئ تولي المسؤولية في أي جهة حكومية ..
في اللقاء الأول الذي بدأه الأمير مشعل بقوله : مرحبا يا دكتور معك مشعل .. جرد نفسه من كل الألقاب و منحك لقبك .. درس في التواضع لن أنساه .. و بدأت في كل لقاء أتعلم أشياء جديدة لذلك شعرت أن علي مسؤولية نقل هذه المبادئ لكل من تولى مسؤولية في هذا الوطن لكي تعم التجربة المشعلية وينعم المواطن بخدمة يستحقها
تعلمت في هذه المدرسة كيف يتخطى المسؤول حدود مكتبه و يبادرك بمعلومات تفصيلية عن كل ما يحيط بأجواء العمل .. و تعلمت كيف تقدم الخدمة للمواطن لا المسؤول عنها حينما يوجهك بعدم تمييز مواطن عن آخر حتى في رفضه لوجود كرسي مختلف له في أي فعالية يحضرها .. حينما يوفر ثمن حفلات الافتتاح التي تصرف الأموال فيها إلى مجاملة للمسؤول و يطالب بأن تتحول هذه الأموال الى انتاج عمل يقدم للناس فقط ..
إذا واجهتنا أي صعوبات لا ننتظر منه خطابا بل يرفع سماعة الهاتف .. ثم نسمع عبارته المعروفة : المهندس فلان .. معك مشعل بن ماجد .. أرجو تسهيل هذه الأمور للجنة كي تقدم خدماتها للمواطنين و الزوار .. تعلمت منه أن من أهم أهداف مشروعنا هو المواطن ثم يتنازل عن كل الدخل للمهرجانات من رعايات و تذاكر للشركات السعودية و للأسر المنتجة و للشباب السعودي .. فقد أوكل عددا من المهام لشركات ناشئة يملكها شباب سعودي يسعى للاستثمار في القطاع الالكتروني أو القطاع السياحي أو أي قطاع يتعلق بمشروع الفعاليات الرئيسيّة
لذلك لم أستغرب تلك المتابعة المستمرة من الأمير مشعل لكل التفاصيل فهذه المتابعة هي سر نجاح الفعاليات في محافظة جدة خاصة و كل فعاليات المنطقة التي تقيمها جمعية مراكز الأحياء .. ولا غرابة في أن تتواجد هذه الجودة في ظل هذه المتابعة
شكرا لسموه الكريم على هذه المبادئ التي تعلمتها في هذه المرحلة المهمة من حياتي .. و مازلنا نتعلم منه الجديد في كل يوم عمل معه .. والأهم أن نكون أوفياء لهذه المدرسة و ذلك بتطبيق ما تعلمناه في حياتنا العملية