الخَرطُ في اللغة العربية من معانيه الكذب..والخراط في اللغة المحكية بأرض الجزيرة العربية هو (الكذاب)..أما كلمة(ستان)في اللغة الفارسية فإنها تعني الأرض..وبهذا يكون معنى خراطستان(أرض الكذب).
خراطستان هذه الكلمة الخنثى المُشْكل بين اللغتين العربية والفارسية تذكرنا بدولة(مُشْكل)..تتحدث العربية لكنها فارسية التوجه والهوى والانتماء..وتذكرنا بحركات ومجموعات وأحزاب خنثى مثلها..لا تعرف لها وجهاً ولا قفا..تدّعي الإسلام وتمارس الإرهاب..تدّعي العروبة وتخونها وتتاجر بقضاياها..وتدّعي السلام وهي تدق طبول الحرب.
دولة خراطستان تبشّر الشعوب العربية والإسلامية بالديموقراطية..وتعمل كل ما بجهدها وتنفق كل أموالها وتسخر إعلامها وجيوشها الإلكترونية من أجل تحرير الشعوب من الاستقرار..وتخليصها من الأمن والأمان..وإنقاذها من الغنى والرفاه..ومساعدتها على تقسيم أوطانها إلى فتات وتسليمها لخمينيستان وإسرائيلستان وأخوانستان وداعشستان..ولذا فإن مفهوم الديموقراطية الذي يروّجه إعلامها الذي يتقن الكذب والتزوير والتضليل تحول إلى مفهوم آخر يتوافق مع رسالتها(السامّة)..وهو (الديموخراطية).
الديموخراطية خنثى هي أيضاً..فهي تترنح بين الإغريقية والعربية مثلما يترنح معناها في مفهوم خراطستان بين الحرية في الخارج والديكتاتورية في الداخل.
وهي تعني أن تتغنى بالحريات وأنت تسجن كل مخالف لك حتى ولو بشطر كلمة..وتعني أن تمارس أقصى حدود الديكتاتورية مع مخالفيك السياسيين فتقتلهم وتشردهم وتحرمهم من أبسط حقوق المواطنة وتحرمهم الجنسية وجوازات السفر دون محاكمات ولا قضاء ولا(نيلة)..بينما توزّع جواز سفر دولة خراطستان كهدايا العيد لكل مجرم هارب وكل منبوذ وكل مطرود وكل إرهابي وكل عميل وجاسوس وكل مرتزق إعلامي وكل مختلس وفاسد في هذا الكون..حتى أصبح جواز سفر هذه الدولة شبهة ينبغي أن تتحقق الدول من حامله بالصورة والبصمة والدي إن أي.
الديموخراطية تعني أن تصبح عميلاُ لمافيا السياسة ومافيا الإعلام ومافيا الأموال..وأن تسلّم(ذقنك)لكل خبثاء العالم فيستخدمونك كما يستخدمون المناشف..وتلوث يديك بأقذر الأعمال من تهريب سلاح ومخدرات وغسيل أموال..ويصبح لسانك ممدوداً كامرأة تماري ضرتها بأقذع الألفاظ وأقبح الصفات.
الديموخراطية هي أن تشتري الذمم والمواقف والبطولات عبر الرشاوى المالية وتجنيس اللاعبين في كل مناسبة..وأن تعبث بأموالك في منظومة دولية كاملة لتستضيف بطولة في ديارك..لتصنع مجداً ورقياً..مبنياً على دماء آلاف الضحايا من العمال الذين تم استعبادهم واستعمالهم كالآلات دون اكتراث لإنسانيتهم.
الديموخراطية هي أن تحشر أنفك في منزل جارك..وترميه بالحجارة والأذى كل يوم دون خجل ولا وجل ولا مراعاة لحقوق الجوار ولا المواثيق الدولية..وتطلق كلابك لتنبح عليه ليل نهار..وتأتي بأعدائه داخل منزلك وتدعمهم بالمال وتطلق لهم العنان ليؤذوه ويفرقوا شمل أسرته..وعندما يقرر غلق بابه لكف أذاك تبدأ بالبكاء والنواح والمظلومية واللطم.
الديموخراطية هي أن تزود العملاء بالأموال تحت شعار المؤسسات الخيرية..وأن تستقطب الشباب لتحرشهم ضد دولهم وتدربهم على التخريب والقتل تحت شعار حرية التعبير والردح والردح الآخر..وأن تكوّن لك في دول جيرانك خلايا نائمة تدعمها بأموال طائلة عبر(الشيكات المباركة والشنط الحسنة)وتشتري ولاءها انتظاراً لساعة الصفر..وأن تتآمر مع كل أعداء أمتك ضد أمتك.
الديموخراطية تبشرنا بحكم شيخ قبيلة يجعلنا بنادق لعصبته وجاهليته.أو بحكم شيخ مال يتاجر بنا مثلما يتاجر بسلعته..أو بحكم شيخ دين يجعلنا أتباعاً دراويش أذلاء لمنهجه ومذهبه فيحكم لبعضنا بالجنة ويحكم لبعضنا بالنار.
والحقيقة..إن دولة خراطستان لا تساوي في موازين القوى (نملة)فهي ليست قوية عسكرياً ولا اقتصادياً حتى..إذ أن اقتصادها لا يساوي اقتصاد مدينة واحدة من دولة مجاورة لها..لكنها غنية لدرجة أنها لا تدري ماذا تفعل بأموالها..والمال في يد السفيه مشكلة..وهي تصنع بأموالها إعلاماً دعائياً معادياً تحت شعارات الديموخراطية البراقة..وتدعم كل جماعات المعارضة والانفصال والإرهاب..وتنقل الرجال والأموال والسلاح إلى مناطق الصراع..وهنا يكمن خطرها..وإلا فإنها أهون من بعوضة لو أراد جيرانها(فرك أنفها)والتدخل في شؤونها الداخلية كما تفعل هي دائماً..ويكفي أن يتولى أمرها أصغر جار لها ليدمرها..ولكن الأخلاق تأبى على الكبار قدراً ومقاماً أن يلتفتوا للصغار..وستتركهم يعبثون ويلعبون (وينطحون ويرتحون)حتى يتعبون..ثم يكبرون ويعودون للمنزل طائعين تائبين.
كتبها..صالح جريبيع الزهراني