اطلعت على المقال المنشور بصحيفة مكة بعنوان (أبناؤنا.. ضيوف في المنزل أم معاقون) بقلم مشعل أبا الودع (العدد 1226 بتاريخ الاثنين 22/5/2017) ، ويتناول المقال كسل وخمول بعض الأبناء ويتساءل الكاتب: هل هم ضيوف أم معاقون في منزلنا؟ومضمون المقال أن مثل هؤلاء الأبناء لا يعتمد عليهم في المسؤولية بتاتا، فهم لا يخدمون أنفسهم في اللبس أ والأكل وغيرهما، وأشار إلى أننا بذلك نخلق جيلا معوقا وبتفوق.
ولما تعمقت في محتوى المقال، وخاصة عنوانه، رأيت أنه من الواجب عليّ أن أكتب مقالي هذا لأوضح فيه معنى "الإعاقة"، وهي حسب تعريف منظمة الصحة العالمية: "مصطلح يغطي العجز، والقيود على النشاط، ومقيدات المشاركة، والعجز هو مشكلة في وظيفة الجسم أو هيكله.
نعم في بيوتنا معاقون.. مشهد يتكرر في كل وقت، أطفال وشباب في مقتبل العمر، الأطفال يستيقظون صباحا، يذهبون مع ذويهم إلى مستشفياتهم للعلاج المتكرر على امتداد وجود الإعاقة في أجسادهم، ثم يذهبون الى إكمال دراستهم، بينما يذهب ذووهم إلى أعمالهم، أما الشباب فيستيقظون كل صباح ويذهبون إلى ممارسة أعمالهم ودراستهم ومع أسرهم، ومنهم من لديه أولاد وأحفاد، يخدمون أكثر من بيت رغم ارتباطهم بمواعيد مستمرة في المستشفيات ومراكز التأهيل والتدريب وغيرها، وذلك للتخفيف من مضاعفات الإعاقة، لأن الإعاقة إذا لم تتم متابعتها بشكل جيد وباستمرار وأخذ الأدوية اللازمة والعلاج المناسب قد تتسبب في إعاقة جديدة ومرض جديد لا قدر الله.
نعم في بيوتنا معاقون.. استمروا في حياتهم وتأقلموا مع الإعاقة ورسموا أهدافهم وحققوها، ونجد من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى وقتنا الحالي من هم قدوة لنا، وقد ذكر الله صفات لهم بالقران، بل أنزل سورة عنهم: (عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعله يزكى (3) أو يذكر فتنفعه الذكرى..) إلخ سورة عبس.
نعم في بيوتنا معاقون.. نسمع بكأس العالم ولكن لم نحظ بمشاهدته إلا في الشاشات، ونحلم أن نكون في تصفياته، لكن أبشرك يا عزيزي أنه موجود لدينا بالمملكة العربية السعودية، وتم تحقيقه ٣ مرات على التوالي، والذي رفع علم بلاد المملكة لتحقيق الكأس هم المعاقون. نعم هم المعاقون، ومنهم من حقق بطولات وميداليات ذهبية وفضية داخلية وخارجية، والإنجازات على كافة الأصعدة، لا تكفيها المجلدات.
نعم في بيوتنا معاقون.. يجب أن نعلم أن الإعاقة ليست فشلا بل حافزا للنجاح، والأمثلة كثيرة على مر التاريخ، وليس المقام مقام ذكر أسماء الشخصيات التي نجحت بين ملايين الأصحاء جسديا؟!
نعم في بيوتنا معاقون.. ونرى أنه من الواجب إعلاميا المعرفة الكافية والتوعية بمن هم المعاقون، وما هي إنجازاتهم وحجم طموحاتهم وشغفهم الدائم لتحقيق كل نجاح.
نعم في بيوتنا معاقون.. وعندما يتناول الكاتب موضوعا فإنه يكون كالطبيب تماما عندما يدرس حالة المريض جيدا قبل إجراء العملية تحسبا لأي أمر طارئ، وحال بعض الأبناء في فشلهم في إدارة حياتهم يؤلم، ويجب أن نتحدث عن هذا الخصوص ونعالج المشكلة بعيدا عن الإساءة لشريحة من شرائح المجتمع، يقال عنها شريحة غالية.
أعلم يقينا أن الكاتب كان يريد الإصلاح ما استطاع، وما حدث من قلمه يعتبر كبوة جواد، فليته قال: هل يوجد في منزلكم كسالى، اتكاليون، مهملون، عاطلون، فاشلون.. وأما بخصوص محتوى مقاله الذي كتبه، فأقول له هناك تطور، هناك انفتاح، هناك تغير، هناك اطلاع، هناك توجه، هناك توجيه، هناك قيادة شابة، وهناك عناصر شابة ناجحة في المجتمع، والنجاح يتزايد ولله الحمد، واتفق معه بأن هناك فئة محبطة وهمها الاعتماد على الغير، والإنتاجية تدل على التربية بأنواعها (البيت والأهل والمدرسة والشارع وغيرها)، وليس كل شخص غير منتج يكون معاقا.
@FAHAD_HASHAN
التعليقات 1
1 pings
زائر
19/07/2017 في 11:22 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك
(0)
(0)