كثيراً من نستخدم كلمة شاطر في حياتنا اليومية ونلقيها كمحفز لأحد ابنائنا أو اصدقائنا أو لأي شخص عندما نرى منه فعل جميل ، أو انجاز عظيم!
فنقول فلان شاطر أي فلان ممتاز أو ماهر في دراسته مثلاً ، أو في صنعته وحرفته أو في أي وجه من الوجوه التي نرى انها جميلة وأنجزت على الوجه الأكمل!
وبما ان كلمة ( ممتاز ) دخلت في السياق فللعم والشيء بالشيء يذكر فأن كلمة ممتاز تعني جيد أو متفوق من الدرجة الأولى.
نعود للبحث في المدعو (( الشاطر )) فهل هذه الكلمة صحيحة المدلول الذي تعارفنا عليه ، ام هي كلمة سقيمة من ضمن الكلمات التي كثيراً مانستخدمها دون العلم بمدلولها؟؟
نعم كلمة ( الشاطر أو شاطر ) باللغة العربية تدل على صفات قبيحة ، فقد جاء في قاموس المحيط ، والشاطر من اعياء أهله خبثاً ، وقال الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس قال ابو اسحاق :- قول الناس فلان شاطر معناه انه أخذ في نحو غير سوي لأنه تباعد عن الاستواء في عمله ، وقال البعض الشاطر الذي شطر نحو الشر ! ويقال قاطع الطريق..
ومما ينكأ الجراح ويعمق الآلام ان اكثر من يردد هذه الكلمة هم المعلمين لطلابهم ، والوالدين لأبنائهم.
لا شك أن السبب وراء ذلك ان الكثير منا بدون استثنى ، يردد مايسمع دون علم أو تفكير ، ويطبق مايقع تحت ناظريه دون ان يكلف نفسه عنى البحث والتقصي للمعرفة ، وللأسف ينطبق ذلك على اشياء كثيرة في حياتنا اليومية تصل إلى الأمور الدينية والعبادات الشرعية ، فضلاً عن الأمور الدنيوية.
كالذين يتزعمون بعض المواقف نيابة عن الآخرين وهم يهرفون بما لا يعرفون ويحسبون انهم يحسنون صُنعى!
من المؤلم حقاً ان العالم قطع مسافات طويلة مبتعداً عن ركبنا متقدماً للأمام بفضل البحوث العلمية والتمحيص والتدقيق في أدق التفاصيل التي تطرق اذانهم أو يقع عليها بصرهم ، ولا مجال لديهم لترك ذلك لتخمين أو التقليد الأعمى دون علم يستند إليه ، ونحن لازلنا في مؤخرة الركب نردد مانسمع ونقلد مانرى دون وعياً أوإدراك ، وقد نتقاتل ونتشاحن دفاعاً عن هذا الموروث أو ذك الذي انطبع داخل افكارنا ، فقط لان ذك ماكان عليه اسلافنا وما وجدنا عليه ابائنا ، ولا نقبل أو نتقبل المساس به ، وعندما نفيق بعد طول سبات أو يصلنا الخبر الليقين نجد انفسنا قد لقنا اجيال متعاقبة دروساً عريضه مغلوطة ونشئو عليها ، ونحتاج لجيلاً جديد لكي يستوعب الدرس من جديد وتتغير لدية تلك المفاهيم المغلوطة .
حتى في حِوراتنا في نِقاشاتنا لا نقبل الرأي الجديد والمخالف ، وان تقبله البعض لا يسمح لك بالأفصاح به أمام الملا ، حتى افكارنا بحكم التبعية ، لا بد ان تظل حبيسة داخل عقولنا لكي لانخرج عن الصف حتى وان كان أعوج.
لذا لا تغلق باب افكارك فالفكر نعمة أنعم بها سبحانه وتعالى على الإنسان وميزه على الحيوان وباقي مخلوقاته فبفضله يستنير طريق البشر وبه تتم الانجازات العلمية.
فأفكار الأمس هي التي أدت إلى انجازات اليوم وأفكار اليوم بها سنحصل على انجازات الغد.
دمتم بخير.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
16/07/2017 في 12:42 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك ياابن جهز علم من اعلام حرب الفعلين
(0)
(0)
زائر
16/07/2017 في 12:46 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك ياابن جهز
(0)
(0)
زائر
16/07/2017 في 2:20 ص[3] رابط التعليق
كفو أبو أحمد
(0)
(0)
زائر
16/07/2017 في 7:24 م[3] رابط التعليق
كلام رائع وجميل وابداعك يتجدد من جديد
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي
17/07/2017 في 3:40 ص[3] رابط التعليق
اسعدني مروركم
غاية طموحي ان ابلغ شي من رضاكم.
احيي من اعجبه مقالي
واحيي من لديه أي انتقاد
(0)
(0)