انقضى شهر الخير وشهدنا مبادرات عظيمة لأعمال يفخر بها كل فرد من افراد مجتمعنا المتراحم ، مبادرات حانية من ابرزها وأكثرها نجاحاً اطلاق حملات تسديد الديون بدأها مجموعة من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة بريدة وتكللت بالنجاح وتلتها سباق الحملات في شتى مناطق ومحافظات المملكه في منافسة شريفة اسعدتنا جميعاً .
وهذا ليس بغريب في مجتمع متعاطف متراحم يطبق ماجاء في الكتاب والسنة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )
كل هذا الخير لا اشكال فيه ولكن أود النظر لهذه المشكلة من زاوية أخرى سـ أذكرها في نقاط :
*مبادراتنا العاطفيه هل هي فعلاً حلول لظاهرة سلبيه ، أو انها حلول وهمية ؟
*مما لاشك فيه ان المشاكل لاتحل إلا بعد معرفة الأسباب وظاهرة التعثر المالي والتورط بالديون ليس بالضرورة ان تكون مشكلة فعلية فالأسباب تختلف في اختلاف اصحابها ووعيهم تجاه إدارة المال .
*قد لايكون السداد وإفراج الموقوف هو حل لهذه الظاهرة !
*ماهي ضمانة عودة الموقوف لنفس المشكله بعد السداد والإفراج ؟
*ان كانت العواطف تجعلنا نتغافل عن الأسباب فهناك مئات الشباب العاطل متورط في مخالفات مرورية قد لايستطيع السداد !
*ان استمر الإفراج في كل سنة عن الموقوفين بهذه السهولة فمن المتوقع ان تزداد إعداد المدينين في السنوات القادمة!
ربما يوافقني أويخالفني القارئ في النقاط السابقة برأي آخر ، ولكن في جميع الأحوال ظاهرة التورط بالديون ستزايد وحان الوقت لضرورة وجود لجنة مختصة في الوعي والإرشاد من البنوك قبل السماح لمنح القرض تفرضها الدولة لدراسة أسباب الإقدام على هذا المأزق الذي استعاذ منه نبينا الكريم بقولة «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال».
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: «يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين».
وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: «أعوذ بالله من الكفر والدين»، قال رجل: يا رسول الله: أتعدل الدين بالكفر؟! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «نعم».