منذ اكثر من عشرين عاماً انطلقت المهرجانات الغنائية على مسرح المفتاحة بأبها ،وخُيّل لمن تبناها في ذلك الزمن أن عناصر الجذب السياحي قد اكتملت جميعها ولم يتبقى للسائح إلا أن يترنم بأنغام محمد عبده وطلال مداح كل مساء .
وتوقفت المفتاحة عقداً من الزمن لأسباب هُم اعلم بها ليعود من بقي من الفنانين على قيد الحياة إلى ذات المسرح والخشبة هي نفسها والمايكرفون هو ذاته لمقابلة تلك المقاعد الجاثمة من ذلك الزمن لتكون المفتاحة وجدرانها ومقاعدها ومرتاديها شهوداً في ٢٠١٧ على سياحة مازالت تفتقر للبنى التحتية التي تستحقها أبها وهي العروس القابعة في قمم السروات التي ما زالت من ذلك الزمن تنتظر من يزفها لتجاري العواصم السياحية العربية التي سبقتها بعقود رغم ضعف المقدرات المالية لتلك العواصم .
وأن اردنا أن نكون منصفين فقد سار التطور السياحي في أبها سير السلحفاة في 10 سنوات ذهبية من الميزانيات المليارية التي كانت كفيلة بأن تجعل أبها بل عسير كافة جوهرة السياحة العربية حقيقيةً و بعيداً عن الشعارات الزائفة
فسودة أبها ومتنزهاتها وطريقها اليتيم شاهدة على أنها هي نفس المتنزهات لم تحض بالتطوير الحقيقي الذي يرقى لأن تكون أبها عاصمة السياحة العربية لهذا العام بكل جدارة .
فهل يا ترى شحت الدولة بالميزانيات الكافية !؟
أم هل نفتقد إلى عقليات جديرة بتطوير حقيقي لمفهوم السياحة !؟
أم هل المواطن غير كفؤ لبعض الإهتمام بسبب حالة عدم المبالاة بمقدرات وطنه والمحافظة عليها !؟
هل عقدت تلك الجهات ورش عمل حقيقية لتدارس تلك المشاكل والإنطلاق بتوصيات حقيقية وتطبيق فعلي على أرض الواقع إذا أردنا أن تتجه بوصلة المواطن إلى داخل وطنه !
أسئلة كثيرة مؤلمة ولكنها جديرة بالإجابة عليها من قبل أمانة عسير والهيئة العامة للسياحة وإدارة الطرق ووزارة البيئة والزراعة ... إلى آخر تلك السلسلة من الجهات التي تتقاذف المسئووليات وتتنصل منها عندما يقترب موعد الصيف وما تلبث أن تخمد جذوتها عندما يغلق آخر كشك في السودة أبوابه .
يجب أن نجيب على تلك الأسئلة وأن تكون تلك الجهات على شجاعة كافية بتحمل مسئولياتها قبل أن تُعيد لنا هيئة الترفيه العزف والتمايل مع المطربين في ليالٍ فنية وجنودنا الأشاوس على بعد كيلو مترات قريبة يعزفون سومفونيات البطولة والمجد والعزة ذوداً عن حدود ذات الوطن .
دمت يا وطني