وبعد خروج عمه من عنده انتابته حالة هلع وخوف ، وأصبح يسأل نفسه ويشد في شعره ويضرب رأسه ، ويقول مالذي فعلته مالذي فعلته أنا أحمق أحمق ، وتأتيه وساوس وهواجيس ، ويتخيل بنت عمه وهي تتعذب وتتألم فيزداد جنونه .
وقرر قراراً عاجلاً وهو الحجز على أول طائرة متجه لبلد الخليجي ، فيسّر الله له رحلة في اليوم التالي ، وذهب إلى شنطته التي كانت معه في أمريكا ، وصار يبحث فيها عن العنوان ، والذي كان عبارة عن كرت صغير وغير واضح ، فوضعه في جيبه وحان موعد الذهاب للمطار ، فتجهز ووصل للمطار وأقلعت به الرحلة متجه لبلد الخليجي ، ولكن في بال السعودي أنها متجه نحو المصير المجهول ولا يدري مالذي ينتظره هناك .
وصلت الرحلة إلى المطار ، ونزل من الطائرة وحمل حقيبته واتجه إلى بوابة الخروج ، ووصل إلى أحد سيارات الأجرة ، وبعد السلام عليه قال السعودي أريد لو سمحت أن توصلني إلى هذا العنوان ، فأخذ السائق الكرت وقرأ العنوان فتغير وجه ، وانقلبت ملامحه فأحس السعودي بالخوف ، ثم قال السائق لو سمحت انزل من السيارة ، لا أستطيع أن أوصلك لهذا العنوان ، فرد عليه لماذا ؟؟ ، فقال أرجوك لا تضعني في مشكلة أنا أريد أن أطلب رزقي في مكان آخر ، فنزل السعودي وكله دهشة وخوف وفزع ، مالذي يجري وأين هذا العنوان ؟؟؟!.
فقال سأحاول مرة أخرى وذهب لسيارة أجرة أخرى ، وعامله السائق بنفس الطريقة ، وذهب لثالث ورابع ونفس الطريقة والأسلوب يتكرر منهم .
وفي المرة الخامسة ركب سيارة الأجرة وأعطى السائق العنوان ، فتفاجأ السائق وطلب منه النزول لكنه رفض ، فحاول معه لكن تمسك بالمقعد وصار بينهما نقاش عنيف ، انتهى بالإتفاق على أن يوصله السائق إلى أقرب منطقة للعنوان .
ووصل للمنطقة المحددة وكانت منطقة شبه خالية من المواطنين ، ولا يوجد بها سوى دوريات أمنية ورجال شرطة ، ففزع السعودي قليلاً لكن السائق أشار له أن العنوان هو ذلك القصر ، وكان أمام القصر حديقة مقسومة إلى نصفين بينهما شارع اسفلتي .
فأخذ حقيبته متجهاً للقصر ومر من الحديقة ، ووصل إلى القصر وكان أمامه حراسات أمنية مشددة ، واتجه إلى أحد الحراس وقال له أريد أن أقابل ( فلان بن فلان ) ، وذكر له اسم ذلك الخليجي فرد عليه من تكون حتى تقابله ؟؟ ، فرد عليه أنا صديقه فضحك ذلك الحارس ضحكة قوية ، وهو ينظر للسعودي من الأعلى إلى الأسفل ، ثم قال له غادر المنطقة بكل هدوء لو سمحت ، فرفض السعودي ذلك وتماسكا بالأيدي ، فاجتمعوا عليه الحرس وبعد النقاش العنيف أخذوه بالقوة وألقوه في الحديقة أمام القصر .
ولكنه لم يستسلم انتظر قليلاً ثم عاد لنفس المكان ، وصار بينه وبينهم نقاش حاداً مرة أخرى ، وعَلَت الأصوات والصيحات ، فأُجبر الظابط المسؤول أن يتصل بالشخص الموجود اسمه بالكرت ، والسعودي يستمع بجانبه فرد عليه الخليحي فعرف السعودي صوته وقال الضابط هنا شخص أثار الفوضى يقول أنه صديقك ، فرد عليه الخليجي مااسم هذا الشخص ؟؟ ، فسأل الظابط السعودي عن اسمه فقال له اسمي ( فلان بن فلان ) من السعودية ، وكرر الظابط الأسم ليسمعه الخليجي ، فرد الخليجي رداً صاعقاً أذهب عقل السعودي ، حيث قال أنا لا أعرف أحداً بهذا الاسم ، وطلب من الحرس أخذ السعودي بعيداً عن القصر ومنعه من الدخول .
وأخذ الحرس السعودي إلى الحديقة وتركوه فيها ، وطلبوا منه عدم العودة مرة أخرى ، حتى لا يتعرض للضرب والسجن فجلس على أحد القاعد مذهولاً مصدوماً من رد الخليجي عليه ، وأصبح يكلم نفسه وبعد أن عاد وعيه فكر قليلاً ، وقال ووالله لن أترك بنت عمي لابد أن أطمئن عليها ، وقرر الرجوع وهو غير مهتم بالعواقب .
فرجع ومتجهاً للباب الأمامي غير مبالي بالتحذيرات الموجه له ، فقفز الحراس عليه وعلت الأصوات مرة أخرى ، وسمعها الخليجي فأخذ الهاتف واتصل على الحرس ، فرد عليه أحدهم فقال له مالذي يحدث عندكم ؟؟ ، فقالوا نفس الرجل الذي يقول أنه صديقك عاد مرة أخرى ، فقال له ألم تقولوا له أنني ليس لي صاحب بهذا الأسم ؟ ، فرد عليه نعم أخبرناه بذلك ، ولكنه مُصرٌ يريد الدخول لمقابلتك ، فقال الخليجي فتشوه جيداً ودعوه يأتي إلي لنعرف حقيقته .
فتفاجأ السعودي من ذلك الرد ، وسأل نفسه كيف يخاف من صديقه ؟ هل أنا في حلم أم علم ؟ ، فدخل القصر وكان كبيراً جداً ، ووجد الخليجي جالس على أحد الكراسي ، فاتجه السعودي يريد أن يحضنه بكل شوق ولهفة ، لكن للأسف رفض ذلك وقال له من بعيد لو سمحت وسأله بكل برود من أنت ؟ وماذا تريد ؟ فاعتقد السعودي أنه يمازحه فضحك معه ، فرد عليه بصوت عالي لو سمحت احترم المكان الذي أنت فيه ، فرد عليه معقولة لم تعرفني وأنا صديقك ؟ ، فرد عليه رداً قاسياً أنا ليس لدي أصدقاء ، ويبدو أنك مجنون أو مريض فصدم السعودي صدمة عظيمة، فقال يأخي نسيت أنك زرتني في بلدي ، وزوجتك ابنة عمي ولا أريد أن أَمُن عليك لكن أُذكرك فقط ، فضحك الخليجي ضحكة قوية ، وقال زوجتي بنت عمك ؟؟ أنا لا أعرفك فكيف أتزوج بنت عمك ؟ ، وحتى تتأكد سأناديها وتتأكد بنفسك ، فأتت بالقرب منهم وقال لها كيف حالك ياابنة العم ؟ ، فقالت من أنت ؟ ، أنا أول مرة في حياتي أراك !! ، وكاد يسقط من هول الصدمة ، فقال له الخليجي يجب أن تغادر بكل احترام قبل أن أطلب لك الأمن ، لكن السعودي قفز على الخليجي محاولاً مهاجمتة وهو يصرخ ماذا فعلت بابنة عمي لكن الحراس أمسكوا به ، وقال لهم القوه خارج القصر .
وخرج وكله هم وغم ويسأل نفسه متى أستيقض من هذا الكابوس ، وماذا فعل بابنة عمي هذا المجرم ، هل عمل لها غسيل دماغ أم هو يعذبها ويتحكم بها على حسب رغبته ، وهو إلى الآن لم يصدق الذي حصل معه ، فجلس في الحديقة وغرقت عيناه بالدموع من نكران صديقه له ، وعلى رمي ابنة عمه في جحيم هذا الرجل .
وفي أثناء بقائه في هذه الحديقة وفي عز همه وغمه ، وألمه إذ أتى شابان مراهقان وكل واحد منهما يركب سيارته الفارهة ، وهم من سكان الحي المجاور للقصر ، ويقومان بالتفحيط في تلك الحديقة ، وكل واحد يحاول الفوز على الآخر ، وخرجا من سيارتيهما وبدأ بالنقاش العنيف وكل واحد يقول هو الأفضل ، فنظروا للشاب السعودي وقال واحد منهم ، كل واحد منا يكتب شيكاً بمليون ونجعل هذا الرجل يحكم بينا من هو الأفضل ، والذي سيختاره سيأخذ المليونين ، فذهبا وسألاه فرد عليهم بعصبية فهو في هم لا يعلم بمقداره إلا الله ، ولكن أصروا عليه ليختار الأفضل منهما ، وأراد السعودي إنهاء هذا الجدال العقيم ، وأشار لأحدهما أنه هو الأفضل من الآخر ، ففرح ذلك الشاب فرحاً عظيماً ، وأخذ الشيكين ، وقال في النهاية للسعودي هذا الشيك الخاص بي أخذته ، وأنا لست فقيراً حتى أخذ مالاً من هذا التافه فخذه لك ، استغرب السعودي من هذا التصرف ، وقال إلى هذا الحال السيئ وصلت ياربي ، حتى المراهقين يستهزؤن ويسخرون مني، فرما الشيك بحقيبته دون مبالة به .
وذهب يبحث عن فندق بسعر مناسب ، والمبلغ الذي معه قليل ولا يستطيع العودة للوطن لأنه لم ينقذ بنت عمه ، وخاصة أن عمه يتوعده فسكن في فندق متواضع ، وكل يوم يحاول أن يعرف أخبار ابنة عمه من بعيد لبعيد ، وبعد أربعة أشهر بدأت نقوده تنفذ وأصبح مديوناً للفندق ، ومهدد بالسجن إذا لم يسدد فزادت عليه الصعوبات والمشاكل .
وفجاءة تذكر ذلك الشيك ، وخاصة أنه وصل لمرحلة سيئة من العيش والضيق والهم ، فقال في نفسه سأذهب مجرد محاولة إلى البنك لا خسارة فيها ، وإذا وجت نقوداً أو لم أجد سأقول الحمدلله .
فذهب إلى البنك وهو واضع بباله مليون بالمائة لا يوجد رصيد ، وفجأة قال الموظف له هل تريد المليون كاش أو تفتح به حساب عندنا ؟ ، ففرح فرحاً عظيماً وسجد لله شكراً وهو لم يصدق الذي حدث ، ففتح به حساباً وأخذ منه قليلاً ليسدد للفندق ويشتري له بعض الأغراض الضرورية .
وعاد إلى الفندق وجلس في غرفته ولا يشغل باله إلا شيئاً واحداً ، وهو كيف يدمر ذلك الخليجي ويجعله عبرة لمن لا يعنبر ، فذهب لتلك المنطقة يبحدث هنا وهناك عن أخبار الخليجي وابنة عمه .
فشاهده صاحب مكتب عقار وطلب منه الدخول عنده لشرب الشاي ، فدخل عليه وسلم على صاحب المكتب وتجاذب معه أطراف الحديث ، فسأله صاحب المكتب أنت سعودي ومالذي جاء بك ، فحكى له القصة فتأثر صاحب المكتب ، ثم طلب السعودي منه أن يبحث عن مشروع مناسب يجعله غنياً بسرعة حتى يستطيع القضاء على ذلك الخليجي .
فكر صاحب المكتب قليلاً ثم قال إنت إنسان محظوظ ، فرد عليه كيف ؟؟ فقال صاحب سوبر ماركت كبير مضطر للسفر خارج البلاد ، يريد بيعه بتراب الفلوس هذه فرصتك ، فرد عليه موافق فاتصل صاحب المكتب على صاحب السوبر ماركت ، وطلب حظوره فوراً وفي دقائق دخل عليهما فتحدثا واتفقا وأتما البيع .
فكان هذا السوبر ماركت فاتحة خير ومنجماً للمال ، والسعودي صار غنياً بشكل سريع وغريب ولكن فضل الله واسع وكرمه لا يعد ولا يحصى .
وأصبح السعودي صاحب مال وتجارة كبيرة خلال ثلاثة أشهر فقط ، وصار صاحب مكتب العقار صديقه ، فطلب منه ذات يوم ان يبحث له عن فلة أو بيت بجانب ذلك الخليجي ، حتى يكون تحت نظره ، ويستطيع مراقبته ومعرفة أخباره وتحركاته .
فبحث له عن طلبه ولم يجد في تلك المنطقة شيئاً مناسباً له ، ولكن قال له أن في جوار قصر الخليجي قصر آخر ، مطل على قصر الخليجي معروض الدور الثاني للإجار ، ولا يسكنه إلا رجل كبير في السن وزوجته الكبيرة في السن وبنتاً لهما ، وبعد حوار تم بينهما وافق السعودي على الإقتراح ، وخاصة أنه سيكون مطلاً على قصر الخليجي .
فذهبا لصاحب ذلك القصر فرحب بهما وأكرمهما ، ثم فاتحاه بموضوع استئجار الدور الثاني فوافق ، وتم الإتفاق ونقل السعودي أغراضه واستقر في ذلك القصر ، وكل يوم وهو يرى ذلك الخليجي في حال ذهابه وعودته ، وهو يشتعل غضباً ويتمنى أن ينتقم منه في أقرب فرصة .
وربنا سبحانه عوضه بالشائب وزوجته ، فكان يخدمانه ويهتمان به ويعاملانه كأبنهما ، ويطبخان له في بعض المرات ويغسلون له ملابسه ، وأحس السعودي بفرحة عارمة بهذه المعاملة ، وشكر ربه على تعويضه على خيانة صاحبه له ، واستمر على ذلك الحال قرابة الشهرين .
وفي ذات يوم وهو جالس يراقب الخليجي من النافذة ، فطرق الشائب عليه ففتح له وقبل رأسه ، فقال له أريدك في موضوع مهم ياولدي ، فرد عليه تفضل ياعمي فقال له أنت شخص عزابي ، وأنا عندي بنت في البيت ، وقد سمعت بعض المصلين في المسجد يتحدثون عنا بشكل سيئ ، وهذا لا يرضيك ياولدي فأجاب أكيد ياعمي سمعتكم عندي أهم وأعظم ، فرد الشائب عليه وقال لك خيارين اختر منهما مايناسبك ، إما أن تطلع ونلغي العقد الذي بيننا أو تتزوج ابنتي ، فتفاجأ السعودي بالخيارين ، وكل واحد منهما أصعب من الثاني فطلب من الشائب يومين للتفكير ، فرد عليه موافق لكن لا تتأخر علي بالرد ياولدي فقال بإذن الله .
فجلس يفكر ويفكر فإذا خرج من البيت سيبتعد الخليجي عن عينيه ، وإن وافق على الزواج سيظلم بنتاً أهلها وقفوا معه بكل حب واحترام ، فقرر أن يشرح للشائب ظروفة حتى يتفهم موقفه ويعينه بالرأي الصحيح .
فنزل وقرع الباب عليهم ففتح له الشائب ودخلا لصالة المنزل ، وقال السعودي سأشرح لك وضعي ولك الحكم والقرار ياعمي ، ووفق الشائب وبدأ السعودي برواية قصته ونكران صديقه له ، فدمعت عين الشائب من هذه القصة وقال الله كفيل أن يأخذ حقك ممن ظلمك ، ولكن سؤالي الآن هل أنت موافق على الزواج ، فرد عليه موافق لكن لا أريد أن أظلمها فرد عليه ليس هناك ظلم وخاصة أنها موافقة تتزوجك ، وسأدلك على طريقة تدمر ذلك المتعجرف الخائن ، فقال السعودي أرجوك ياعمي قل بسرعة ووالله قلبي يحترق بسببه .
فقاله له اسمع سنعمل فرحاً كبيراً ، وسنرسل له بطاقة دعوة باسمي انا ونكتب اسمك بشكل غير واضح ، وإذا حضر إلى قاعة الزفاف تصعد أنت وتفضحه على رؤوس الخلائق ، حتى يعرفه الناس على حقيقته ويتقوا شره ، فأعجبت الفكرة السعودي وقاموا بتنفيذها .
ويوم الفرح والسعودي يغلي من الهم والضيق والتفكير ، وبعد صلاة العشاء بدأ المدعوين بالقدم والتوافد ، والسعودي لا يهمه إلا شخص واحد يحضر ، وهو خائف أنه لا يأتي ، ويمر الوقت ولا دليل على قدم الخليجي ، والسعودي في غاية القهر والعصبية وعمه يهدئه ، وفجأة طلّ الخليجي هو وحاشته يدخلون قاعة الزفاف بكل غرور وعنجهية وسُلطة ، وسلم على العريس وكأنه شخص لا يعرفه وجلس في أول القاعة .
فحضّر السعودي نفسه واستنشق هواءً كثيراً وصعد إلى المسرح ، وأمسك بالميكرفون وعيناه تقدحان شررا ، وهو يرى أمامه خصمه الذي أصبح عدوه .
ثم قال استأذن الحضور الأعزاء في الحديث ، وصحيح إن هذا هو وقت للسعادة والفرح ، ولكنني استأذنكم أن أنكد عليك شيئاً بسيطا ، ثم قال مارأيكم بصديقان عاشا فترة أخوة ووفاء وحب ... وبدأ بسرد القصة على مسامع المدعوين ، وأصوات تعلوا بالكلام السيئ على ذلك الرجل وهم لا يعلمون أنه موجود معهم وبنفس القاعة ، ثم قال السعودي هل تريدون أن تعلموا من هو هذا الرجل ؟ ، فردد الجميع نعم نريد فقال أنه معنا هنا ، فتلفت المدعوين يميناً وشمالا ثم أشار السعودي على الخليجي ، وقال هذا هو غريمي وخائن الصداقة والصحبة ، فَعّم الصمت والسكوت القاعة ولم يستطع أحد الكلام من هول الموقف .
وفجأة قام الخليجي من مكانه ، وخلع البشت وصعد المسرح وتوجه للسعودي وطلب منه ترك الميكرفون ، وقبل أن نعرف ماذا قال الخليجي يجب أن نحترم قرارته سواءً اتفقنا معه أو اختلفنا .
فقال الخليحي صحيح إن هذا صديقي كان أعز من أخ ، وعشت معه أجمل حياتي واسكنني في بيته وبين أهله ، وأخفى عندي وفاة والده ليسعدني ، واستدان المال ليأخذني في رحلة لمكة والمدينة ، وزوجني خطيبته التي لم يخبرني عنها ، وقاوم عمه وأقنعه يزوجني بدون حضور أهلي معي ، وكان هو أهلي وأقاربي في الفرح ، ودفع عني المهر وتحمّل تكاليف الزواج كاملة وحجز لي تذاكر العودة للوطن .
ولكن سأقول شيئاً كنت أتمنى أن لا أقوله لكنني مجبر على ذلك ، وهو أنا الذي أرسلت له اثنان من أبناء عمي حتى يقومان بالتفحيط أمامه ، ويجعلونه الحَكم ويعطونه شيك المليون ، وأنا وضعت صاحب مكتب العقار في طريقه وهو أحد أعز أصدقائي ، حتى يساعده ويكون مستشاره التجاري ، وأنا بعت عليه سوبر ماركت خاص بي وكانت قيمته بالملايين بتراب الفلوس ، حتى ينهض ويشتد عوده ، ويكون له مكانة في السوق ، وأستغللت مكانتي وعلاقاتي في إجبار معارفي بالشراء منه فقط ليربح وتعلوا مكانته ، وأنا الذي تركت والدي صاحب الجاه والمنصب والذي يأمر وينهي في بلادنا حتى يكون والداً له ويخدمه ويساعده ، ويكون رفيقاً وصديقاً له ، وجعلت والدتي الأميرة أماً محبة له وهي لم ترفع كأساً من الأرض طول حياتها ، ولكنها طبخت له وغسلت ملابسه بيدها الطاهرتين ، وأنا الذي زوجته اختي التي طلبها ملوكا وأمراء ورؤوساء ، ولكنني رفضتهم كلهم لأجله ، فنظر للسعودي وقال أنا كنت أنوي أنا أرد لك الدين وأساعدك حتى لا تشعر بفضل أو مِنّة من أحد ، واتفقت على الخطة هذه مع بنت عمك التي أخبرتني بكل شيئ بعد وصولنا لبلدنا ، ولأننا نعيش بسعادة بسببك بعد الله ، ولكن اضطررت أنا أوضح ذلك وأنا أعتذر منك ياصديقي ، فإن أصبتُ فمن الله سبحانه ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، فتعانقا الصديقان عناقاً حاراً ، ووقف كل من كان في القاعة وعَلَت الأصوات بالتصفيق والتصفير ، مُعلنة عن بداية وليست نهاية لقصة صداقة للأسف نفتقد أمثالها في هذه الأيام ، لكن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة .
أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم وحضيت باستحسانكم وتقبلوا تحياتي .
التعليقات 2
2 pings
أبونواف
05/07/2017 في 2:22 م[3] رابط التعليق
نهاية جميلة ولكن هل مازال يوجد مثل هذا الخل الوفي؟!
(0)
(0)
أبو عبدالله
06/07/2017 في 12:01 ص[3] رابط التعليق
الخير في أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى قيام الساعة .
(0)
(0)