منذ أن أطل علينا شهر رمضان المبارك شهر الأجر المضاعف والمثوبة العظيمة عاودتنا ظاهرة " الكثافة العمالية" أمام كل مطعم وجوار كل بقالة ومقابل كل إشارة مرورية .
اعتادت العمالة الوافدة في هذا الشهر الكريم اغتنام كل الفرص في استجداء عاطفة كل " مواطن" والسعي وراء " تفليسه" بكل ماتمتلك من مهارات ، فتجد العامل تاركا" عمله والذي يتقاضى عليه راتبا" شهريا" متجاهلا" كل الأنظمة متلاعبا" بتعابير وجهه حتى يعكس مدى بؤسه واحتياجه المزعوم يقف بجوارك حتى يقاسمك وجبة إفطارك أو ماتبقى من ريالات كان المفترض بها أن تذهب لأبنائك أو محتاج حقيقي من أسرة متعففة في طرف الحي الذي تسكنه .!
ورغم انتشار العديد من مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تثبت يوما" بعد يوم كمية "الاستغفال" التي يتعرض لها المواطن من قبل العماله الوافدة ، وتفضح مختلف طرق النصب والاحتيال لجمع مبالغ مالية طائلة دون وجه حق إلا أن شهامة السعودي وعاطفته تأبى سوى أن تظهر ويغدق بكرم الطائي على من تبلغ حوالاتهم السنوية مايتجاوز المليار ونصف حسب آخر الإحصائيات !!
تعايشنا منذ قديم الزمان مع مختلف الجنسيات واعتدنا العطاء مما لايدع مجالا" للشك أننا شعب عاطفي وكريم ولكننا مؤخرا" نحصد الويلات بسبب عطائنا وإغداقنا .
وحان الوقت أن نقف بحزم في زمن العزم ونحد من ظاهرة انتشار العمالة الوافدة المتسببة بمناظر غير حضارية مؤذية للأعين ، وأن نكف أيدينا ولعلنا نوجه هذا السخاء بشكله الصحيح للأسر المتعففة في الأحياء والأيتام والأرامل عاكسين بذلك معنى التكافل الاجتماعي الصحيح .
ولعلي أنوه أنني من خلال مقالي هذا لا أدعو للانسلاخ من إنسانيتنا أو التجرد من كرمنا العربي والتهجم على الوافدين أو لاسمح الله أنني " أقاسمهم رزقهم" فأنا مواطنة ابنة هذا البلد يهمني أن لاتذهب أموالي لمن هو حين تسنح له الفرصه ضد هذا البلد وهذا الشعب يكون أول الطاعنين بالخاصرة .
ولنا في مواقف عدة أكبر دليل.
و أخيراً الشركات الجالبة لهذه العمالة أنتم بتأخيركم لرواتب بعض العمالة تسهمون بتفشي ظاهرة تكدسهم في الطرقات وأماكن بيع الطعام ..جدوا لنا" حلا" وارحمونا ..