محافظة ضباء، مدينة متوسطة الحجم، شوارعها الرئيسة محدودة، وإشارات المرور فيها قليلة، مدينة جميلة وحالمة وواعدة وهادئة غير مزدحمة، حوادث السيارات فيها قليلة. إلا أن مرور ضباء، جعلني أشعر وكأنني أعيش في مدينة كبيرة ومزدحمة جداً، تشهد شوارعها حوادث يومياً، وذلك بسبب المصدات الخرسانية التي قام المرور بوضعها وتوزيعها في أكثر من شارع أو موقع، دون سبب معروف. الحكاية أنه في بداية شهر رمضان الكريم، اجتهد مرور ضباء، وما أكثر اجتهاد المسؤولين في مرور ضباء ، والمشكلة أنهم يتصورون ويعتقدون في قرارة أنفسهم، أن اجتهاداتهم دائماً ما تكون صائبة وموفقة وناجحة وغير قابلة للتغيير والتبديل.
ومن تلك القرارات العشوائية قيامهم فجأة بين ليلة وضحاها بتغيير نظام السير في أحد الشوارع الرئيسة والمهمة والحيوية في المحافظة، وقاموا بتحويله إلى اتجاه واحد فقط، وبحسب معرفتي، إذا أراد المرور تحويل أحد الشوارع من اتجاهين وجعْله اتجاهاً واحداً فقط، لابد ومن الضروري أن يكون هناك شارع بديل رئيس وموازٍ لذلك الشارع وقريب منه، ليستخدم للسير للاتجاه الآخر المعاكس، في ضباء وفي هذا الحي تحديداً، الذي يضم هذا الشارع، من الصعب أن يتوفر ذلك، لأنه كما قلت، الشوارع الرئيسة في تلك المنطقة قليلة جداً، إضافة إلى أن جزءاً كبيراً من هذا الحي خُطِّط قديماً، لذلك ليس أمامك إلا الدخول في الشوارع الفرعية والضيقة، وهذا في حد ذاته يشكل خطراً، وصاحَبَ ذلك التغيير قيام المرور بإلغاء إحدى الإشارات الضوئية، في أحد التقاطعات المهمة والرئيسة، وإغلاق أحد الاتجاهات بالمصدات الخرسانية، مما تسبب في إرباك شديد في حركة السير في هذا الموقع تحديداً، على الرغم من أن الإشارات الضوئية، كما هو معروف، ما جُعلت وما وُضعت إلا لتساعد في تنظيم حركة السير.
كنت أود أن أكتب عن هذا الموضوع منذ البداية، لكن قلت في نفسي، هو مجرد شهر وسيمر سريعاً، ويعيننا الله، ليس أمامنا إلا أن نتحمل اجتهاد مرور ضباء، ونصبر على هذا التغيير، خلال شهر رمضان الكريم، اعتقاداً مني أنه بمجرد انتهاء شهر رمضان، سيقوم المرور بإزالة المصدات الخرسانية، وإعادة حركة السير إلى ما كانت عليه قبل شهر رمضان، وها نحن ودعنا الشهر الفضيل، وبدأ دوام الموظفين، ولا يزال الحال على ما هو عليه، حتى كتابة وإرسال هذا المقال، وأخشى ما أخشاه أن يستمر مرور ضباء على هذا الوضع، اعتقاداً منه، وفي تصوره، أن هذا التغيير أو هذه الخطة، قد نجحت في تنظيم حركة السير في المحافظة، بينما الواقع يظهر عكس ذلك، ولو أجرى المرور استفتاءً على مستوى سكان المحافظة، حول رأيهم في ذلك، فأنا متأكد سيُصدم بنتيجة الاستفتاء، وأن الغالبية سيتفقون معي في الرأي. فهل سيعيد مرور ضباء حساباته؟ أتمنى ذلك.
[COLOR=#FF002E]الكاتب : عبدالله حسن ابو هاشم[/COLOR]