عندما نقرأ ونبحث بين سطور التاريخ الحديث سواءً كان في النصف الاخير من القرن العشرين أوالقرن الواحد والعشرين فسوف يرى المتأمل الذكي لكل الغزوات والاحتللات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية ترتكز على أربعة أشياء:
الأول :منها خلق الأعذار والحجج التي تسمح لقواتها الغزو والاحتلال لتلك الدول.
الثانيه:صناعة جماعات من الخونة والأوباش في المنطقة التي سوف تحتلها لتستخدمهم بعد إسقاط الدوله ولكي ينفذوا مشروعهم الخبيث الذي يريدونه في هذه المنطقه.
الثالثه:تدمير البنيه الاجتماعية لهذه الدولة وزرع الفوضى فيها لكي يكون هناك استقطابا اجتماعيا يسبب تعطيل عجلة التنمية والتقدم لهذه الدوله.
الرابعة:إرسال رسالة بعد الاحتلال لتهدئة نار الغضب التي في نفوس شعوب العالم بالاعتراف بأن الاحتلال كان خطأً لتغطية ماقامت به من جرائم ولتهدئة النفوس ضد المواطنين الأمريكيين.
ففي القرن الماضي على سبيل المثال وبالتحديد حرب الولايات المتحدة الأمريكية على فيتنام اعلنت الولايات المتحدة وقوفها مع حكومة سايغون برئاسة (ديم) الحاكم لجنوب فيتنام ،وكان سبب الحرب هو كسر الحكومة الشيوعية في شمال فيتنام ،وقد قام الجيش الأمريكي بقصف البيوت والمدنيين الفيتناميين حتى وصلت الخسائر لمليون ومائة ألف قتيل وثلاثة ملايين جريح ونحو ثلاثة عشر مليون لاجئ ،حتى أصبح هناك غضب شعبي في الولايات المتحدة على المظاهر الوحشيه التي يقوم بها الجيش الأمريكي ضد المواطنين الفيتناميين ،وكان من تلك المظاهر ابادة الملازم الأمريكي وليام كاي للمدنيين العزل في قرية(لاي)عام ١٩٦٨م وقد تمت محاكمته عسكريا في عام ١٩٧١م.
وبعد هذه الكارثة قدمت أمريكا عبارتها المعتادة للعالم بأن هذه الحرب كانت بالخطأ.
وفي العراق في مارس٢٠٠٣ عادت حليمة لعادتها القديمه بخلق الأعذار والتبريرات الكاذبة لغزو العراق ولإسقاط نظام صدام حسين بالقول ان هناك أسلحة للدمار الشامل في هذه البلاد وكعادتها ايضاً صنعت جماعات من الخونة الذين سينفذون مشروعها في العراق وهم خونة من اتباع اولياء الشيطان الأكبر في ايران،وقامت بقتل الشعب العراقي حتى قارب ستمائة الف قتيل وهناك الكثير ممن قد ترك وطنه بسبب هذه الحرب وقامت بفعلتها القذرة بضرب البنية الاجتماعية للشعب العراقي،وبعد هذا الدمار الذي قد احل بهذا البلد التاريخي قدمت امريكا نفسها للعالم بأنها قد ارتكبت خطأً في غزوها للعراق وانه كان مبنياً على معلومات كاذبة من وكالة المخابرات المركزيه وسبب ذلك انه كان يسيطر على الوكالة مجموعه من العقائديين.
ومن هذا المنطق المرير للاحتللات الأمريكية للدول ،وبالأخص بلدان العالم الإسلامي كافغانستان والعراق والصومال فإني ارى احتلالاً قادما لدولة قطر الشقيقة المسلمه وسببه بأننا قد وضعنا عذرا ومبرراً كافياً لهذه الدولة المحتله لاحتلال قطر بأن جعلناها داعمة للإرهاب وذلك للرد على بعض سياسات هذه الدوله الخاطئة ،ومن المؤكد ان هذه الدولة المحتله ستستعين بخونة وكيف لا وهناك سيد القوم في أرض الكنانة صاحب النظام الفاسد يستنجد بأمريكا ورئيسها لمعاقبة هذه الدوله بحجة انها دولة داعمة للإرهاب ولايدري بأن نظامه الفاسد وسياساته القبيحة قد زرعت آلاف الارهابيين في بلاده بسبب الجوع والبطالة والمخدرات وبسبب الظلم والسجون والمعتقلات.
ومن ثم لن تضع امريكا قاعدة العديد بل العديد والعديد من القواعد لها ،وبعد ذلك سنعض اصابع الندم على هذه الخطيئة التي ستطال المنطقه برمتها خاصةً بلدان الخليج العربي فعلينا في بلاد الحرمين الشريفين إلا تتم معاقبة قطر باحتلال يجعلها من ضمن الدول المتخلفة كما هي الدول التي سبق للولايات المتحدة الأمريكية احتلالها.
سئل هتلر:
من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟
قال:هم الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم