في عُرفنا توصلنا جميعاً لنقطة واحدة وهي
بأن الاختلاف في الرأي أبداً لا يفسد للود قضية ، فالناس أذواقٌ و آراء ....
نؤمن بأن الاختلاف وخصوصاً في الرأي
هو ظاهرة صحية جداً ولا مانع من ذلك ، حيث لايمكن أن تتفق كل البشرية على موضوع معين أو قصة معينة ...
ولو حدث ذلك واتفقت كل البشرية في آراءها لفسد الكون!!
وضح جلياً في مجتمعاتنا وبدأت تظهر لنا ما يفسد النقد الموضوعي البناء والهادف وتعدت ذلك بكثير حتى وصلت لحد السخرية والتجريح و عج العالم كله يخلط مابين هذا وهذا وهما اسلوبين لا يشبهان بعض اطلاقاً ....
ولأن الكثير من الناس يخلط بين النقد البنّاء
وبين الانتقاد للسخرية و التجريح لذلك وجب علينا أولاً أن نعرف من هو الناقد ؟ ومتى يجوز له أن ينتقد؟
الناقد : هو انسان ذو خبرة ودرايه علميه وثقافية في هذا المجال أو الموضوع الذي ينتقده ، فـ هنا يجوز له نقد الموضوع بأسلوبه المهذب نقداً موضوعياً بغض النظر عن صاحبه ويبتعد كلياً عن شخصنه الامور أو التجريح ....
لذلك من المؤسف والمؤسف جداً مانراه من تحول للبرامج التلفزيونية في بعض الفضائيات إلى السخرية من أناس يحاولون أن يقدموا الفائدة للمجتمع ولكنهم أحياناً قد لا يحالفهم التوفيق في بعض الأمور ويخطئون في بعض الأمور ، فيجدها البعض فرصة للسخرية والتقليد وقد يصل الأمر حتى للدين ، فـ يبتعدوا عن شروط النقد الموضوعي ويتجهوا إلى شخصنه الأمور وتصفية حسابات ذاتية والانتصار للذات على حساب الآخر وعلى حساب المشاهد والقارئ ..
إن الدعوة إلى عدم السخرية هي لا تعني بأنهم فوق النقد ولا تعني تجاهل الأخطاء كبيرة كانت أم صغيرة ، ولكن هي دعوة لتصحيح الاسلوب وتقويم المسارات المعوجة في التفكير ، نقول نعم للنقد الهادف القائم على دفع الحجة بالحجة وتوضيح الأخطاء ومواطن الزلل ... ولا للسخرية بالآخرين والاستهزاء والتقليد المشوه للشخصية بحجة الترفيه لأن الخطأ من الاستحالة أن نعالجه أو نقومه بخطأ ...
نعلم جميعاً أن هناك اسلوب للنقد الساخر البناء وهو أسلوب نراه يستخدمه كبار النقاد في العالم حيث يقوم الناقد بطرح آراءه بطريقة ذكية ولكنها غير جافة ولا جارحه للشخص والهدف منه هو تصحيح الأخطاء الواقعة دون المساس بالأشخاص ، ولكن هذا الاسلوب لا يجيده الكثيرون حيث أننا نشاهد العكس تماماً من بعض النقاد
وليس الكل ، حيث انهم يتجهون اتجاه كلي وواضح نحو السخرية الاستهزاء ...
في اعتقادي أن النقد الساخر هو تنفيس خارج حدود اللباقة ، ولا يليق بنا إنتهاجه أو تقبله في مجتمعاتنا لما يحمله من سلبيات كثيرة مترتبة عليه ، وأولها تشويه العلاقات وجلب النزاعات الشخصية بين افراد هذا المجتمع حيث أنه لا يؤدي إلى نتيجة أو حل ، فـ يبتعد كلياً عن الهدف الأسمى والحقيقي من النقد لأنه لن يضيف شيئاً إيجابياً أبداً !!
يبدو لي بأن الشخص الذي يستخدم أسلوب السخرية في نقده دائماً ربما ( هو شخص يشعر بنقص في شخصيته ويريد لفت الانتباه له بهذا الطريقة فهو شخص مُفرغ من الداخل نكاد نسمع قرقعة فكره الناقص )
في النهاية ، كما أنه يجب علينا دعم الأفكار الجيدة والمتطورة والوقوف في صفها .. يتوجب علينا أيضاً كـمجتمع حضاري نبذ مثل هذه الأمور وعدم دعمها وقطع الماء والزاد عنها حتى لا تنمو وتصبح معضلة في مجتمعنا
يجي علينا الوقوف جميعاً ضد من يتجه نحو هذا الطريق وتعديل مساره إن استطعنا أو ( البتر أولى بها ) ....
__________
تحت السطر :
في تعاملك مع الناس ، تذكر دائماً بأن الأغصان الصلبة هي الأسهل للكسر ...
فـكن ليناً أخضر