أربعة عقود من الزمن ونحن نتجرع بنود المجاملات على حساب الوطن والمواطن وندعي المثالية والتحضر والتمدن والمبالغة في علو المكانة والسيادة على خليجنا العربي الجميل .. نهضة وتقنية مبطنة بالغش والفساد ونهب جيوب المواطنين أمام شركات فاشلة تسببت في تراجع معطيات التنمية تقنياً وتكنولوجيا.
نعم أربع عقود مضت وشركات الاتصالات في السعودية في دائرة مغلقة وخطط بدائية من حيث البنية التحتية المتهالكة في كافة مناطق مملكتنا الغالية .
نحن مجتمع عاطفي نقتنع بالتبرير المطعم بالتجبير وكأننا فرحين وأموالنا تنهب من جيوبنا لقاء تسديد رسوم باقات ضعيفة الجودة مرصعة بدعايات وهمية لاتتوافق مع وثبة الصناعات الحديثة ذات النطاق العريض (ADSL,3G,4G,PSTN ) وفق وعودهم ومزاياهم المزعومة .
أصبحنا ضحايا شركات هدفها كسب المال ونهب جيوب العملاء وتراجع تنمية البلد تقنياً وتكنولوجياً متناسين أن القوى المحركة الأساسية لمقياس النجاح هي المصداقية والنزاهة والجودة ورضا العملاء.
هناك دول مجاورة فقيرة تجاوزتنا في تقنية المعلومات والشبكات الأرضية والهوائية والسيارات المتحركة لخدمة الأرياف والقرى النائية بالرغم من بساطة الإنسان والمكان إلا أن خدمة المواطن من أولوياتهم باعتبار الإنسان الثروة الحقيقية للتنمية والبناء والتطوير عكس واقعنا هنا .. مدن رئيسية تئن وتشكو ضعف وتعثر الخدمة فما بالك بالمراكز والقرى التي يقطنها آلاف السكان مواطنين ومقيمين لايتوفر لديهم الاتصال ولاحتى الهاتف الثابت !! .. أين البنية التحتية للاتصالات في المملكة؟
هاتف ثابت عاجزة شركتنا العملاقة STC عن توفيره في مراكز وقرى هامة في العديد من المناطق ولازلنا نحلم بالتطور التقي الذي أصبح الآن من أساسيات الحياة اليومية لكل مواطن ومقيم .
أن مايتطلع إليه المواطن الآن لايكمن في خدمات الهاتف الأرضي بغض النظر عن الكيابل النحاسية المزودة لخدمات الإنترنت "DSL" بل يطالب بإنصافه وضمان حقوقه وفق الاتفاقيات ولوائح ونظم الاشتراكات المعمول بها في معظم بلدان العالم وتعزيز الرقابة من الجهات المانحة للتراخيص والمثول للمرافعات الحقوقية بالإضافة إلى إعادة النظر في هيكلة الشركات وتدوير المناصب وضخ كوادر مؤهلة تتواكب مع تطلعات العملاء .
كل مواطن في هذا البلد المعطاء يدرك مدى الاهتمام اللامحدود من قيادتنا الرشيدة التي لم تدخرأي جهد في توفير سبل الراحة للمواطن والمقيم وهيأت للتقنية والاتصالات كل التسهيلات لأجل توفير الخدمة لكل مواطن أينما كان موقع سكنه إلا أن هذا الدعم للأسف قوبل من شركات الاتصالات بالمملكة بالتساهل والتجاهل لبعض مطالب الأهالي من تلك الشركات وباتت الخدمات من سيء إلى أسوأ نتيجة تهالك أبراج الجوال وغياب الصيانة الدورية وتجاهل بلاغات العملاء في تعثر الخدمة وتزايد الاحمال على أبراج الشبكة وأصبحت مجسمات جمالية في بعض المواقع .
حقيقة مؤلمة يعايشها كل مشترك في خدمات الاتصالات بالمناطق والمدن والقرى دون آذاناً صاغية من قبل الجهات المسؤولة عن تعزيز وتوفير الخدمات للمجتمع .
آمالنا وتطلعاتنا لازالت قائمة بإشراقه جديدة تحول أحلامنا إلى واقع من خلال دعم كل مركز وقرية في برج جوال يسهم في خطط معطيات التنمية المتسارعة وينهي معاناة المجتمع المتطلع للاستفادة من خدمات الحكومة الإلكترونية التي أصبحت الآن مطلب أساسي في إنهاء إجراءات الأعمال الرسمية والشخصية .
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سماح سالم الرشيدي
27/05/2017 في 3:30 ص[3] رابط التعليق
اللهم إني صائم .. اللهم إني صائم .
(0)
(0)
محمد جهز
27/05/2017 في 4:09 ص[3] رابط التعليق
لقد اسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي..
(0)
(0)
الصادق
28/05/2017 في 2:55 ص[3] رابط التعليق
حالتنا مخجلة فعلا ونحن بلد يدعي المثالية والتقدم..
خدمات النت والتجوال الجوال صفر على الشمال
شكرا استاذ بشير مقال جرى وواقع
(0)
(0)
الزبون
28/05/2017 في 7:32 ص[3] رابط التعليق
نشاطركم الرأي.
ونضيف المطالبة بتقديم الخدمة الشامله ذات الجوده العاليه من قبل شركتي موبايلي وزين.
اضافة لشركة الاتصالات.
(0)
(0)
مواطن منصوب عليه
28/05/2017 في 2:10 م[3] رابط التعليق
شركات الاتصالات بالمملكة وغيرها من الشركات هدفها الرئيسي المال وجمعه بأي طريقة كانت والاحتكار السبب الرئيسي في ضعف الخدمات
نريد شركات عالمية .. لكن هناك من هو اقوى في الاحتكار!!!!
(0)
(0)
بشير الرشيدي
12/07/2017 في 2:30 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)