يُقال من أُعجب برأيه ضل ومن أستغنى بعقله زل ، وهذا مما يجعلنا إن نُعايش الحاضر ونطالع للمستقبل بعقلانية بعيدًا عن الخيالات الفجّة التي تشيع الاستخفاف بالحاضر من خلال إشاعة الخشونة والتقشف والبؤس والخواء لحياة الفرد وتعمد إلى بناء معتقدات بتفاهة الحياة وعدم الجدوى من وجود الفرد الناجح فيها , عندما يرى الإنسان في ظل الحياة الآمنة والسعيدة التي تآلفت نفسه معها يسدِل على عينيه غشاء أسود يجعله يظن بإن تكهنات التغيير الجذري المحتملة الوقوع اشبه بالخيال والغموض .
فحين نُغيب الإنسان عن حاضره يكون منصاعًا لكافة الحركات والأفكار الحسنة أو السيئة التي ترفعه ليكون ذو قيمة وهدف في هذه الحياة ، فعندما نعود تاريخيًا لقراءة الثورة النازية وجذب هتلر لطاقات النساء والعوانس في إنجاحها من خلال استغلال بحثهن عن حياة مليئة و ذات هدف بعدما سئمن من الفراغ ولم يجدن أي متعة في العلاقات العاطفية .
و ما جعلني أركز على دور المرأة بالتحديد هو تشابه الأحوال والأحداث و اختلاف الأزمنة فـحتى الآن لم تزل المرأة السلعة التي يُتاجر بها أصحاب الرأي والمصالح السياسية لكسب أهدافهم أيما كانت .
فإن احتواء المرأة وقضاياها في ظل هذه التيارات والحركات التي تُدار و هي ركيزتها ومحورها يعد من الضرورات لنجاح المجتمعات واستقرار الدول , ويتشارك في تحقيق ذلك النجاح البناء الفكري والعقيدي السليم والتشريعات و السياسات واللوائح التي تحفظ حقها وتعزز دورها وتمكنها في بناء لبنة مجتمع ناجح بإذن الله ، كما لا نغفل عن دور المرأة ذاتها صاحبة الرأي والمنصب فهي السلاح الأقوى الذي يدوي صوتهُ ويصيب هدفه ليبرز حقوق نظيراتها البارعات دون إغفال أو تحيز وتجدد بهن الحياة ولكن عندما يساء استخدامه فسوف تقتل أحلام وأمنيات بنات جنسها البارعات فقد لا يقتل المرأة إلا امرأة نفسها !
فقيمة حياتنا عندما نعمل لنبني بها المستقبل وننشغل فيها عن تمجيد الماضي الذي يستخف بحاضرنا به