كنا نعتقد أن شباب وطننا لاينظر في الحفلات الغنائية وهو في أوج اشتياقه لأن تأتي..
ماكشفته هو التهاون في المعاصي
وضعف الوازع الديني لرجال بلد مهبط الرسالة.
البعض لايمانع أن تقام حفلات غنائية ولكن في غير هذا الوقت والسبب..
أن جنودنا على خط النار..
وكما صبر الشباب طيلة السنوات الماضية فلماذا لا يستكملون صبرهم حتى أن تنتهي هذه الحرب
هذا من أكبر العيوب التي واجهتنا عدم استشعار مدى الخطر الذي يواجهه الجندي السعودي على الحد، للأسف لامبالاة به.
في أولى الحفلات الغنائية التي احتشد فيها الجمهور تم تعليق مدى قوة حضورهم بإشتياق الشباب السعودي للحفلات الغنائية هو سبب وصحيح أنه واضح للعيان أنهم مشتاقين للحفلات والمتاع الدنيوي ونسوا قوله تعالى {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}،وفي المقابل ليسوا مشتاقين للآخرة ولقاء خالقهم..
مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق والناس عن جانبيه فمر بجدي أسك (صغير الأذن) ميت، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: " أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم؟ " قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ ثم قال: "أتحبون أنه لكم؟ " قالوا: والله لو كان حياً كان عيباً، إنه أسك فكيف وهو ميت؟! فقال: " فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم " (رواه مسلم).
هذه هي حقيقة الدنيا التي تهافت الناس عليها وتنافسوا وتصارعوا واحتفلوا من أجلها، وأشربت نفوسهم حبها والركون إليها.
أصبح الكثير من الناس لا يحب ولا يكره إلا من أجل الدنيا، مع أن الأصل أن يكون الولاء البراء لله وفي الله، وهذا الانشغال بالدنيا عن الآخرة هو الجهل العظيم والخطب الجسيم..
وصف الله الدنيا فبين حقيقتها وضرب لذلك المثل فقال: }وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
فليتضح لنا مدى مانحن فيه ونفكر به ونخطط عليه.
بعد مرور الوقت على إنتهاء حفلات ليالي الرياض وجده، أقيمت ليلة من ليالي أبها (البهية)
كانت من أجمل الأوقات التي (تكدس) فيها الجمهور..!
واصطف فيها على أسوار (سد أبها)
وتزاحم فيها فوق ظهر (بيت الله)
وتبدد فيها على (الجبال)..!
المكان خطر وزحامهم فيه أخطر
وكل هذا لسماع صوت الموسيقى!
وتشنيف الأذاني بصوت الجوهر
لامانع من الإستمتاع والطرب
فلقد اقيمت حفلات غنائية في مدن أخرى!!
ولكن المانع هو أن في الحد الجنوبي رجال متآلبين ومحتشدين يقاتلون لأجلنا.
والمانع كذالك هو أن في صباح يوم الإحتفال كانت المأساة بسقوط طائرة حربية تقل عدد من الضباط وضباط الصف لقواتنا وفي الليل احتفال وغناء أي منهج هذا !!
أليس هناك مراعاة لمشاعر ذوي الشهداء أو على الأقل جنودنا؟
أم الإستمتاع بالغناء خير منهم!!
لهو منظر معيب ماحصل من الجمهور
لايجتمعون هكذا في (مسجد)
لا يتزاحمون هكذا في (محاظرة دينية)
لايتكبكبون هكذا إلا (لمعصية الله)
للأسف أقدموا على خطأ فكان خطئا (جسيما)
لايقبل به عاقل..
ختاما..
قال تعالى: -{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}