في كل مرة تسوء فيها الأحوال الجوية بقدر الله سبحانه وتعالى تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بنقاشات حادة بين من يرون حاجة الطلاب لتعليق الدراسة والرافضين لهذا المبدأ .
ويحتدم النقاش وقد تصل للسباب والشتم والتذمر بين الطرفين فكلاً منهم يريد أن يثبت نظريته وأن الحق معه دون مراعاة لمن يخالفه وقد تصل المرحلة بينهم لحد الخلاف وليس الاختلاف .
ووزارة التعليم قد تكون مساهمة في الموضوع بشكل أو بآخر والسبب أنها ليست لها بنود واضحة تبين للجميع ماهي الحالة المستدعية لتعلق الدراسة أو عدم التعليق !! لكي تحسم هذا الجدل الذي لن ينتهي بالصمت أو البعد عنه .
ولو كانت هناك لجنة متخصصة مكونة من وزارة التعليم والدفاع المدني ووزارة الصحة وهيئة الأرصاد وحماية البيئة لدراسة حالة الطقس ومعرفة سلامته من عدمها واتخاذ قرار يصب في مصلحة أبنائنا الطلاب أو على الأقل يكون بين تلك الجهات المعنية تواصل وتنسيق حتى لو كان غير مباشر لاتخاذ القرار المناسب .
وتقف إدارات التعليم في موضع المتردد ولا تستطيع حسم أمرها إذا داهم منطقتها التعليمة موجة غبار أو حالة مطرية فالمفروض أن توكل لها صلاحيات تخولها باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون الرجوع للوزارة لأن هذا وضع هي التي تعيشه وهي التي تستطيع تقييمه والحكم عليه وليس غيرهم .
ولا اعتقد أن من الإنجاز تعسف وزارة التعليم أو إداراتها في فرض الدوام وعدم التعليق لأن يوم واحداً لن يؤدي لخراب مالطا بل قد يكون فيه حماية لأبنائنا الطلاب من أمراض هم في غنى عنها وكذلك تجنيبهم حوادث السير التي لا حصر لها في الأيام العادية فكيف إذا كان الطقس ماطراً أو به عوالق ترابية ؟!
وشهدت منطقة جدة اليوم وبعض المناطق الأخرى لموجة غبار شديدة ورياح قوية بدأت بوادرها من الساعة السابعة والنصف تقريباً وكان هناك تحذير من عدة جهات لكن لم يكن هناك حتى مجرد تعليق من إدارة التعليم على هذه الحالة و لكن بعض أولياء الأمور أعلنوا تعليق الدراسة لأبنائهم من تلقاء أنفسهم وبعضهم عندما زاد الوضع سوءً ذهب وأخذ أبناءه من المدارس في مشهد عشوائي أبطاله أولياء الأمور والطلاب والمعلمين وكان سببه عبارة واحدة فقط ( لا تعليق ).