المشاعر هي :جناحي القلب وهي مرآة السلوك وهي عامل اساسي للعلاقات الإنسانية,ويشير اهل علم النفس إلى ان المشاعر تنقسم مابين ايجابية وسلبية ، بنائية او هدامة.
فقد تراوحت انواع المشاعر الإنسانية في هذه الاقسام إلى سعادة وحزن وغضب وحنين ومما يكتنفها من قلق او ترقب وغير ذلك, ولكن الإسلام بل كل الأديان السماوية اتفقت أن من أسمى انواع هذه المشاعر هو الحب ,حيث أن لفظ الحب بمشتقاته ورد في القرآن الكريم 86 مرة ,لذلك أردت ان اربط هذا الشعور السامي " الحب " في مراعاة المشاعر كافة.
قال سيدنا صلّ الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"
فهل تحب أن لاتُراعى مشاعرك ؟
فإن البعض منّا لايتورع بذلك متناسيًا انه كما يحب ان يُعامل من الآخرين بالاحترام والتقدير عليه أن يُعاملهم بالمثل
إن كان النظر قد يؤذي المشاعر ، كما جاء في الحديث " لاتديموا النظر إلى المجذومين "
أي ان المبتلى بمرض ليس بحاجة لنظرات الشفقة منك ، لاداعي ان تُشعره بالضعف والنقص ..
فما بالك بالكلام ، في زمن يتسارع الناس لرمي الكلمات بحجة الصراحة ,وتُسقط الظرافة على جراح الآخرين بدعوى الميانة والصداقة,متناسين ان الحياة هي "اخلاق ومبادئ" ,حتى من كان ليس بالغًا ولا يعي الكلام الموجه إليه قد يتأذى ، ولنا في ذلك الرجل العظيم الذي يقعد الطفل على ظهرة وهو ساجد فلا يرفع رأسه خشية ان يعكر مشاعره ليقول " كرهتُ أن أعجّله " ! اسوة حسنه ,فإن مراعاة المشاعر من مكارم الأخلاق و رجاحة العقل اللتي حثّ عليها ديننا القيم
ليس مع البشرية بمختلف اعمارهم بل حتى البهائم والشجر ..
قال تعالى مخاطبًا نبينا صلّ الله عليه وسلم " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "
الفضاضة وغلظة القلب فيها من اللامبالاة لمشاعر الآخرين
فمعنى الآية واضح جدًا ، أي : أنت أيها النبي ، وقد جعلتك سيدًا للخلق ، ورفعت لك ذكرك ، واكرمتك بالوحي ، وأيدتك بالمعجزات ، وعصمتك من الناس ، أنت بكل هذه المميزات ..
فقط لو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك !
فما بالنا نحن الذي لانملك المعجزات ولم ينزل علينا الوحي
و رغم فقرنا في اهداء المشاعر ، تجدنا متعدين على غيرنا
لنبحث بعدها عن تبرير اخطاءنا المزعومة بدلًا من البحث عن اسلوب جميل للاعتذار ..
يقول الشاعر :
فكر وزن الكلام قبل أن تتكلم ، إن الكلام الرصين يوزن بالذهبِ
كم من فلتة لسان هتكت ، أعراضًا وأشعلت فتن الحربِ
فأدب لسانك إن زاغ عن حده ، بحكمة العقل ورأفة القلبِ
إذًا لنبحر بالكلام إلى حيث المرسى الذي نريده ، ولكن يجب أن نحسب حساب الكلمة
حتى لانترك لنا عدة انطباعات مع الآخرين تتوحد فيها صفة النفور
وأخيرا اختم بالشعور الذي بدأت به ، وهو الحب
فإن أعظم حب يكون للإنسان حين يحبّه الله بسبب مراعاته لمشاعر الخلق
قال صلّ الله عليه وسلم " أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقًا " ومن أحبّه الله حبّته الملائكة والناس