هل من المعقول بأن اللاعقلانية أفضل من العقلانية؟ حينما يحدثك أحد المختصين في تطوير الذات ويقول لك فكر خارج الصندوق، هل يقصد بأن تفكر بالعكس؟ أو أن تكون صاحب فكر متمرد!
قرأت في أحد كتب تطوير الذات لـ “بول آردن” عبارة تقول: (فلنبدأ بالخطوة الأولى على الطريق الصحيح ونتخذ بعض القرارات الخاطئة). فهل يصح بأن القرارات الخاطئة هي ما يؤدي بك إلى الطريق الصحيح؟
أنا أعتقد بأن ما يقصده من يتبنى فكرة “التفكير خارج الصندوق” هو أن تحذف المعتاد.. وتبدأ بالتفكير قليلاً لحل بعض المشاكل. وسأضرب مثالاً على ذلك.
تخيل بأنك تريد أن تنشئ مشروعاً عبارة عن كفي شوب، فما الذي تحتاج إليه؟ ما عليك إلا أن تجد الموقع المناسب تم تبدأ بتجهيزه بكل المستلزمات المعتادة وهي وضع لوحة ذو ألوان ملفتة، وانتقاء اسم للكفي شوب ويكون أسماً رناناً، ووضع لوقو خاص بك. أطرح كل ذلك جانباً وأبدأ بالتفكير قليلاً، في هذه اللحظة أنت بدأت بالتفكير خارج الصندوق لأنك بدأت بالتفكير لأوضح طريقة للقيام بالمشروع ثم تركت تلك الطريقة وبدأت تفكر بطريقة أخرى.
فقد يأتي من يقول لماذا لا أجعل الكفي شوب متنقلاً.
والآن سأطرح مثالاً آخر قد يكون أوضح من المثال السابق.
قبل الألعاب الأولمبية التي نظمت في المكسيك، اعتاد أبطال القفز العالي الطيران فوق العارضة، جاعلين أجسادهم موازية لها، وسميت هذه التقنية “الدحرجة الغربية” لكن ذلك كان على وشك أن يتغير. قارب رياضي غير معروف العارضة المنصوبة على ارتفاع قياسي، وهو 2,24م، بطريقة تماماً. انطلق وبدل أن ينحني بصدره في اتجاه العارضة، أولاها ظهره. رفع ساقيه وانقلب فوق العارضة التي وضعها خلفه. كان اسمه “ديك فوسبيري” وعرف أسلوبه في القفز بـ “قلبة فوسبيري” التي ما زالت تستخدم حتى الآن.
قفز أعلى من أي رجل قبله، لأنه فكر بعكس كل من سبقوه.
يقول “بول آردن” والذي ذكر ذلك في كتابة “كيفما فكرت… فكر العكس”. هذا المثال ليس تقنياً فحسب، إلا أن تقنية التفكير هنا، أضحت تقنية للقفز، فحولت القلبة إلى نجاح.
الآن أعتقد بأننا فهمنا ما كان يقصده بقوله: “فلنبدأ بالخطوة الأولى على الطريق الصحيح، ونتخذ بعض القرارات الخاطئة”.
لذلك لا تكون من أصحاب التمني دون أن تتحرك بعقلك خارج الصندوق. فالسواد الأعظم من الناس من أصحاب القرارات الصائبة والآمنة، بمعنى آخر من أصحاب “الفكر المعتاد”.
أن كنت من هؤلاء فستقول دائماً “جميل لو أن….”.
@sale7_l