أهدى لي الإعلامي القدير الدكتور محمد باجنيد كتاباً من تأليفه بعنوان " فسحة ياتعليم " وقد تطرق إلى شؤون وشجون التعليم بأسلوبٍ قصصيٍ ساخرٍ و جذاب أعجبني جداً فأستنسخت عنوانه .
- وبلا جدالٍ أن التعليم هو نبراس الحياة ، وبلا شكٍ أنه النور الذي يضيء دياجير الظلام ، وهو أساس الحضارات والتمدن والتطور . ولذا ركزت جميع الدول على الإهتمام به وتطويره ليواكب العصر وليساير المتغيرات الحديثة .
- تحدث الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم عن وجود فائض في عدد المعلمين؛ ليخرج بعده المتحدث
الرسمي في الوزارة الأستاذ مبارك العصيمي ويقول أن الوزارة حاليًا تتخذ بعض الإجراءات الخاصة بهيكلة القوى البشرية، وأن عدد الطلاب في السعودية يعتبر من أقل المعدلات عالمياً ، وقد ذُكرت بعض الإحصائيات أن عدد المعلمين في السعودية يبلغ 504738، يقابله عدد الطلاب 6005060، لتكون النسبة 12 طالبًا لكل معلم تقريباً .مع العلم أنه يندرج تحت هذا الرقم الإداريون من قادة مدارس ووكلاء ومشرفين، ولا تشمل فقط المعلمين والمعلمات . لذا ووفق هذه الاحصائيات فإن المملكة لا تعتبر الأولى عالمياً كما ذكر المتحدث الرسمي لوزارتنا الموقرة ، وعليه مراجعة معلوماته جيداً .
- عندما تنوي الوزارة عدم تعيين معلمين جدد بحجة وجود فائض ، وكذلك لديها النية والرغبة الجامحة لدمج بعض المدارس لسد العجز ، فهذا هو قمة التناقض ، مع العلم بإننا لن نتحدث عن العشرين الف معلم الذين تمت إحالتهم للتقاعد المبكر بناءً على رغبتهم ولن نتطرق للميزانية الكبيرة للتعليم والتي تفوق ٢٠٠ مليار ريال .
- أن تحسّس مواطن الألم في بعض جوانب التعليم ومكامن الخلل ، والشكوى من سوء أحواله لهي المفتاح لتحسّنه ، والوصفة العلاجية نحو شفائه ، قبل أن يصبح مرضٌ عضال ومزمن ويتحول إلى داءٌ فتاكٌ وقاتل .
- من أمراض التعليم وجود بعض المدارس المستأجرة ، وهي صداعٌ مزمن في رأس وزارة التعليم . وذلك لإنعدام البيئة التعليمية الجاذبة ، كما أنها أسهل الطرق للأكتئاب المدرسي ، والسبب المباشر لترك مقاعد الدراسة والملل منها . واتذكر هنا حلمٌ كان يُراود وزير التعليم الأسبق الدكتور محمد الرشيد رحمه الله بإن يرى الطالب يأتي إلى المدرسة بنفس رغبته وحماسه وإندفاعه ساعة خروجه من الحصة الأخيرة . ولكن لم يتحقق مثل هذا الحلم والطموح إلى الآن . فلماذ بيئتنا التعليمية منفّرة وطاردة ؟ .
- منظومة الأداء الإشرافي المدرسي أصبح كالسيف المسلط على رقاب المشرفين التربويين وقادة المدارس ، وأصبح جل إهتمام الميدان التربوي إستكمال أوراقه ، وتعبئة نماذجه ، حتى حاد عن دربه ، وتاه عن مساره ، وفقد طريقه المحدد له .
- لدينا نماذجٌ مضيئةٌ من المعلمين والمعلمات لديهم الطموح والكفاءة ويمتلكون الثقة العالية ورغم ذلك ومع الأسف نراهم مهمشين من المشاركة والإستشارة في إتخاذ أي قرار تعليمي وتربوي .
- تأصيل -
قال تعالى : " ... قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب "
"الزمر 9 "
ففز بعلمٍ تعش حيٌّ به أبدا
والناس موتى وأهل العلمِ أحياءٌ ..