إن كان لديك فكرة موضوعيه يمكن قياسها عندها تستطيع تقديم النقد البنّاء والإيجابي ..
ولإيجاد لغة حواريه هادفة يجب التركيز على نقاط ( تواصل ) حول نقطة جوهريه واضحة ويكون البناء عليها تأصيلاً وتفريعاً ..
ولكن ..
بمجرد دخولك في عالم النيات والمقاصد فإنك ستخرج عن الإطار والمفهوم العام للنقد الهادف ..
الناقد الصادق في طرحه يتجه في نقده إلى كيفية تطوير العمل والارتقاء به وليس الهدم والتدمير ..
في المجال الرياضي أطلّت علينا ( بعض ) البرامج التلفزيونية بـ ( بعض ) نقّادها الحصريين كلاً حسب ميوله ..
البعض وليس الكل ..
نقاد حصريين يتبادلون الاتهامات ويكثرون من الإسقاطات على بعضهم بهدف زيادة الإثارة في تلك البرامج ..
نقاد حصريين ارتدوا جلابيب ( الحياد ) ظاهرياً ولكنهم تناسوا بأن الحياد يكمن في الفكر والطرح لا في المسميات التي تظهر أسفل الشاشات ..
نقاد حصريين يعيبون عمل الإدارات واللاعبين والمدربين والجماهير وزملاء المهنة كلاً حسب لون الوشاح الذي يرتديه ..
نقاد حصريين يتغنون ويطالبون بالحياد وهم من الأساس بعيدين كل البعد في طرحهم عن المفهوم العام للحياد ..
نقاد حصريين يطلّون علينا بفكر متابعيهم في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بهدف المحافظة على الـ follow..
نقاد حصريين هدفهم إسقاط ومصادرة أراء الآخرين من خلال إبراز الذات ..
نقاد حصريين يحتاجون لـ دورات في علم النقد الإيجابي طرحاً وتوقيتاً ..
نقاد حصريين يفوح من وجهات نظرهم ( الهوى ) و ( التعصب ) و ( الأحكام المسبقة ) على الأحداث الرياضية ..
نقاد حصريين يتسابقون فيما بينهم من يكسر مجداف الآخر على الهواء مباشرة ..
أيها النقاد الحصريين إنّ تواجدكم خلف الشاشات المتلفزة ( أمانه ) ويجب عليكم تأديتها بكل أمانه ..
فالناقد الصادق لا يتعسف في عباراته ويُغلّظ في أقواله ، بل ينتقي أعذب الألفاظ وأحسنها ..
لكي يكون نقدكم بنّاء لابد أن يحضر بينكم الاحترام والتواضع ..
عزيزي الناقد الحصري ..
احتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك ، فأنت لا يمكن أن تملك الحقيقة المطلقة دائماً ..
النقد البناء هو عملية معقده وجوهرية ومؤثره مبنية على الاحترام مع الآخرين ..
ولكن ما نشاهده على أرض الواقع من خلال حواراتكم هو ( تشويه ) و ( نشر غسيل ) وهنا تخرج العملية عن أسسها ومفاهيمها ..
ومضة زرقاء ..
ما تنتقدونه اليوم هو حصاد ( زرعكم ) بالأمس ..