لا يكاد يخلو مهرجان في المملكة العربية السعودية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها من وجود الأسر المنتجة وهذا شيء جميل جدًا ومفرح أيضًا ونسعد بمثل هذه المهرجانات عندما تجعل ركن من أركانها للأسر المنتجة لبيع ما ينتجون.
ولكن هل فعلًا كل من يبيع محتاج وهذا السؤال المهم ، لأنه في بداية الأمر فرحنا جميعًا بخروج هذه الأسر للبيع من منتجاتهم وتوفير دخل آمن يساعدهم في حياتهم فغالبًا كان من يبيع من هذه الأسر هم من الفئة المتوسطة فما دون مما يعني أنهم فعلًا يحتاجون هذا الدخل.
مضى الأمر سليمًا حتى بات الأمر مختلفًا عن واقعه السابق فأصبحت بعض الأسر والتي عادةً تكون فوق الفئة المتوسطة في الدخل أي ليسوا بحاجة إلى دخل إضافي بسلوك طريق الأسر المحتاجة وأخذ لقمتهم من أيديهم فكل ما في الأمر ان يأتوا بعاملتين منزليتين وذلك لعمل المنتوجات ثم يذهبن إلى بيعها وتلك الأسر أخذت الأمر كهواية ولم تنظر فعلًا إلى حجم الضرر الذي تسببوا به للأسر المحتاجة.
ثم انطلق بعد ذلك مزاد ارتفاع الأسعار فكل المملكة والخليج انخفضت أسعار المواد الغذائية إلا عند الأسر المنتجة تزيد يومًا بعد يوم ناهيك عن بعض الغش في البيع ولا نعمم.
ثم خرجت الآن موضة أخرى وهي دخول أسر بالظاهر وعمالة خارجية بالباطن ، فيأتي الأجانب بشراء أكل جاهز من المطاعم ثم بيع نفس الأكل على رصيف العاطفة بأضعاف سعره وهي أسهل طريقة للربح وعندما تسأله عن مصدر الطعام يقول (ماما سوي بيت) متظاهرًا انه يعمل لدى تلك الأسرة.
خوفي ان نصل لمرحلة بأن تكف الأسر المحتاجة فعلًا عن النزول للبيع والتعفف والاكتفاء عند صدقات المحسنين وهذا ما ينهى عنه ديننا الذي حثنا على العمل والاجتهاد لكسب لقمة العيش ، وكل ذلك بسبب الأسر التي تتخذ الأمر هواية والعمالة المنتجة البريئة.
أناشد وزارة الشؤون البلدية بسرعة التدخل وحكم الأمر والنظر للموضوع بالعقل لا بالعاطفة و الوقوف بجانب المستحقين فعلًا ، وذلك بعمل سوق خاص لهذه الأسر ومنافذ بيع محددة وتكوين لجنة لزيارة كل أسرة تريد البيع إلى منزلها والتأكد من حاجتها وبكل سرية تامة ، وكذلك منع أي أسر تبيع خارج هذا النطاق وخارج منافذ البيع ، ليتسنى للأسر المحتاجة فعلًا كسب لقمة شريفة دون أصحاب الطمع والهوايات.