شيعّت الساحة الشعرية شاعرها العشق "مساعد الرشيدي " إلى مثواه الأخير وسكُن الحزن قلوب محبيه وجماهيره وخيّم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي
مساعد الرشيدي الشاعر الجميل صاحب الابتسامة العريضة لم يكُن يوماً شاعراً فحسب بل كان خلوقا يُجبرك أن تحُبه وإن لم تلتقي به فأبياتهُ وقصائده لن تجعلك تقرأها سريعاً بل تُجبرك أن تُدوّنها في مفضلتك .
مساعد الإنسان قادراً على العيش في أبسط الأماكن تُجده يكتب في كل مكان ويتغنى ب أشد الظروف يصنع لنفسه ولمحبيه سعادةً منذ أن تقرأ أبياته
مساعد الرجل يستطيع أن يكوّن صداقة ليس مع الإنسان فحسب بل مع الطير مع الطبيعة مع الأرض مع البحر ف لو أسكنتهُ بغرفة مظلمة لصادقتهٌ ,جدرانها سريعاً ليسُ بأنه مرحاً \" لا \" بل لأنه يملك بديهة عجيبة وأسلوب جذاب يُجذبك لنفسه سريعاً وتربط معه عُراك ولاتفلتُ منه .
مساعد الأديب الذي قرأ للمتنبي وأعجبُ به عندما تستمع لحديثهُ تستشعر بأنك في عصر الأدباء المُخضرمين
مساعد الشعر المُتجدد \" حمل راية \" الشعر وحلّق بها خفاقاً في سماء النص الشعري الجديد بنكهة العصور الماضية وبمفردةً بدوية أصيله
مساعد \"اللغة\" واللهجة ما إن تقرأ له تجده بكل لهجةً يُكتب ليس لأنه عاش متنقلاً بين ربوع بلاده ف حسب بل يكتبُ ليدخل قلوب محبيه سريعاً
ويكوّن قاعدة جماهيرية بكُل مكان
حينما تتعمق في \"سيرة الراحل \" تجد إرثاً من الشعر وكنوزاً من المفردة ف لم يكتبُ بيتاً فارغاً بل كُل أبياته مليئة بالشعر ف قصائده عن معلقات
وفُرادى أبياتهُ عن قصائد
كتب للوطنْ
كتب للرياضة
كتب للوالدين
كتب للموت والرحيل
كتب للحُب
كتب للطبيعة
كتب للحكمة
كتب للفخر
مساعد كتبهُ كل شي قبل أن يكتبهُ
تهاوت قلوب محبي الشعر منذ أن سمعوا برحيله ف رثوا الساحة من بعده ,, حتى تمنى بعض رفقاء دربة أن يموتوا قبلهُ \" ليرثيهم مساعد\" ولكنه سبقهم بالموت
ف خجلوا ماذا أن يكتبوا
وماذا أن يقولوا ب تلك القامة الشعرية التي أسقطها القدر والموت
ف إجماع محبيه على مقدرة مساعد على الكتابة عنك إن أراد دليلاً على عجزهم عن منافسته ف أكتفي البعض منهم بقول \" رحل الزعيم ورحل الشعر معهُ \"
رحل سيف العشقُ وعاد \" لغمده\"
لم تكُن الثلاثة \"عقود\" التي قضاها مساعد في الشعر مُجرد أياماً طافها مرور الكرام \" لا\"
بل صنع الشعر خلالها قبل أن يصنعهُ الشعر في أشد الظروف ف أنتصر
فكم \" مجلةً شعبية حمل مانشيتها مساعد حتى أصبح زمن التسعينات حقبةً مليئة بالشعر رغُم ظروفها \" الجدباء\"
مساعد الرشيدي أو سيف العشق كما يحلو لعشاقه أن ينادوه لم يكُن يوماً ممن يثير رأي مجتمعهُ العام بقضية معاكسة بحثاً عن الشهرة
أو يسلك طريقاً مخالفاً ليعرفه الناس \" لا \" صنع الشهرة قبل أن تصنعه عرف كيف يقول ومتى يقول \" ف إن كتب أجبر الجميع على القراءة له
حتي لو لم يتفقوا معه لكنهُ يجذبهم ب أسلوبه وأبياتهُ
مساعد \" الزعيم \" عاش في زمن الشعر والمُستشعرين \" يمُلك \" أسلوبا في الاعتراف ولا يخجل
ف كم أعترف بأن بعض قصائده \" يمضي شهوراً طويلة في كتابتها ليسُ هذا عجزاً منه ولكن إيماناً بداخلة بأن يكتب نصاً يبقى خالداً في أذهان الجميع عمراً
لن يخجل تلك \" الشاعر الراحل \" بمثل هذه الاعترافات وهؤلاء هم الكُبار ضعفهم قوه \" وأيامهم شهور \" وشهورهم سنين لأنهم يريدوا أن يبقوا في القلوب وتتغنّى الألسن فيما يكتبون
مساعد \" الوطن \" ف إن شئت أن تقرأ قصائده عن وطنه تقفُ عند كل بيتاً منه لتستنج كمية الوفاء والعشق لوطنه ف هو من قال ذات يوم \" الوطن خطاً أحمر\"
فقال في وطنه في أحد مناسباته الوطنية
نجد ماتعطي العصمة لغير الفحول
ويله اللي يبي ذرة من سهولها
من طمع عقب أبو تركي بنجد مهبول
حكمةً يشهد الحاضر بمدلولها
أقبل الحق والباطل زهوق ملول
وأنحت هامة التاريخ من هولها
مساعد الوطن لم يكنُ شاعراً ف حسب بل كان قائداً مقاتل وجندياً مغوار ف تغنّى بقطاعه العسكري المفضل \"الحرس الوطني \" وقال
قولوا لمتعب سيدي مستعدين
وإن الحرس جاهز لوقت الضرورة
من حيث ماتحتاجنا الدار ماشين
ومن حيث ماقالوا لنا أخوان نورة
في دبرة الله ثم قرار السلاطين
عرعر لرفحا للجنوب وشرورة
والله لو المشوار للهند والصين
حتى البحر يسهل علينا عبوره
مساعد حينما يستلهم الشعر يكتب في أي وقت وفي أي زمان ف من أجمل ماتغنّى بوطنه قال
وطن يسعد مساك الشمس ماغابت تبي فرقاك
تعدّت للمغيب تعلمّه عن طيب مشرقها
مساعد \" بر الوالدين \" يؤمن بأن البر\" ليس في خدمة الابوين ف حسب بل تبرهم حتى بشعرك لأنه يؤمن بأن الوالدين عندما يكبروا يصبحوا بحاجة لمن يشد من همهم فقال ذات يوم
في أبيه
يابوي أنا شبابك لغزى رأس الشيب
وأنا عضيدك لو تجور الليالي
وعندما رأي ألتجاعيد رسمتً على كفي والدته قال ممازحاً لها
\"يمه \" كبرتي وصرتي أحلى من العام
ياحلو ضحكات التجاعيد بيديك
مساعد العشق . مساعد الحب ف كم خلد بالذراة أبياتاً وقصائد عن الحب فقال
عين تشربك شوف وعين تضماك
لاذبحني ضماك ولارويتك
إن طلبت الغلا قلت الغلا جاك
وإن سكنت الخفوق البيت بيتك
وقال في العشق ايضاً
ماقلت لك عمر سيف العشق مايقتلك
ماتشوفني حي قدامك وأنا اموت فيك
مساعد الرشيدي يستطيع أن يُصادق الطيور ويتغنّى بها فقال
حزين من الشتاء وإلا حزين من الضما ياطير
دخيل الريشتين اللي تضمّك حل عن عيني
مساعد الرشيدي \"الرياضة\" ف كم تغنّي بنادية المفضل \" الأهلي\" فقال
لفاز الأهلي تنام الأرض مبسوطة
العشب سر ابتسامتها وفرحتها
مساعد لم يكُن ك غيره من الشعراء ف الكُل تغنّي بقبيلته ولكنهُ كتب نصاً يستذكر مجد قبيلتهُ رغم الفقر والعوز ف الماضي فقال
بني رشيد أن عتم الجو تعتيم
مال الردى فينا مواري وليحة
خوينا نقريه عزّه وتحشيم
دخيلنا دونه عن الموت صيحة
يابنت ماحنا فقارى معاديم
لو ماسنا بالقصور الفسيحة
رحل مساعد
وترك لنا :الشعر \" نتغنّى به
فقدتهُ الساحة الشعبية ولكنّها لن تفقد قصائده
ف بقيت لتذكرنا ب مساعد ف هو لم يمتُ \" والإرث\" هذا باقي
حزنُ \" محبيه\" وجماهيره
حزن \" الكلمات \"
حزن كل شي يحُيط بالوطن
حزن \"الرياض\"
حزن الشوارع
حزن الأماكن
كُل شئ حزين لرحيل قامة شعرية ك \" قامة مساعد الرشيدي \"
لم يكُن مجرد شاعراً بل مشاعراً تتغنّي لتكسبُ ود \"الجميع \" مهما كان الاختلاف
نتفرقُ حول الشعراء ولكنُ \" نجتمع ب مساعد \" شعراً وأخلاقاً وأدباً
أما تجي من هنا وإلا تجي من هنا
ياعمر ياللي خياراتك هبوب ولهب
مالك عن العز لو تمشي طريق العنا
ومالك عن الموت لو طال الزمان وقصر
رحم الله \" مساعد الرشيدي \" وأسكنه فسيح جناته , ف الحروف \" تموت \" والكلمات \" تخجل\" والأقلام تجف \" والصحائف تطوى
لو أردنا أن نكتبُ عنه لما وصلنا للمرحلة التي تُشعرنا بالرضا أن قدمنا لمساعد أو لحقنا جزءا مما قدمهُ للشعر ولمحبيه
ف الحياة \"قصيرة\" يرحل من يرحل \" ويلدُ من يولد \" ولكنُ تبقي الأخلاق والابتسامة النهج القويم الذي يجمع الناس حولك عند الرحيل
أخاف يشكي الشقا والأرق
ياصدى من غير صوت
مابة حياه من غير موت
إلى جنات الخُلد " أبا فيصل " وطبت حياً وميتا