بلادنا في المملكة العربية السعودية مستهدفة حقاً وصدقاً ، وليست مستهدفة من جهة واحدة فقط ، بل مستهدفة من عدة جهات ، والذي استهدفها هم اﻷعداء ، أعداء في الداخل ، وأعداء كثر في الخارج ، وسبب استهدافها تمسكها بعقيدة التوحيد الصافية من البدع ، وتطبيقها الشريعة الإسلامية في شتى المجالات ، وما تنعم به من أمن ورخاء ، وموقع استراتيجي مهم ، ضم الحرمين الشريفين ، ومصادر الطاقة المختلفة ، فاﻷعداء يغيظهم أن يروا اﻷمن الشامل في بلادنا ، فيريدوا زعزعته بشتى الطرق والوسائل ، ويغيظهم أيضا تمسك بلادنا قادة وشعبا بعقيدة اﻹسلام وشريعته ، فيريدوا سلب مصدر العزة والنصر والتمكين من بلادنا ، ويغيظهم كذلك التحام الشعب مع قيادته صفا واحدا في مواجهة الأخطار ، فماذا يقول الأعداء ؟؟!! يقولون كيف يستتب الأمن والرخاء في هذه الدولة الواسعة ؟؟!! فلا بد أن نبحث عن ثغرات ، ننفذ من خلالها لجعل الأمن مهتزا مضطربا ؟! وكيف يرفع قادة هذه البلاد راية الإسلام عالية خفاقة في المحافل الدولية ؟! فلا بد أن نحرف هذه البلاد عن عقيدتها الإسلامية ، لتضعف تدريجيا ثم تنهار ، فنقول إن بلادكم متخلفة ، ومنهجكم رجعي ، فلا بد أن تتحرروا من التخلف والرجعية ، وأن تتركوا سبب تخلفكم ورجعيتكم ، وهو دينكم إن أردتم التقدم ، وتلحقوا بركب الحضارة الغربية ، وأن إسلامكم الذي تمسكتم به قد ظلم المرأة ، فحرروها من الرق الذي تعيش فيه ، ولابد أن نوجه السهام المسمومة إلى تاريخ البلاد ونشأتها على عقيدة التوحيد ، فنصمها بالرجعية والتحجر والانغلاق ، ليس فقط هذا ، بل لابد أن نفتري على هذه البلاد ، فنقول إنها تعتنق العقيدة التي تفرخ الإرهاب ، وإن البلاد السعودية لابد أن تتخلى عن هذه العقيدة الإرهابية ، وإلا أصبح أهلها دعاة إرهاب وتطرف ، وعلينا - نحن الأعداء - أن نتربص بهذه البلاد شرا ، ونستخدم الوسائل الإعلامية العميلة المشبوهة ، لتشويه صورة هذه البلاد ، وشعبها ، وقادتها أمام العالم ، واستغلال العملاء المأجورين المرتبطين بقوى ومنظمات أجنبية ، لتقديم برامج حضارية حالمة ، بديلة عن واقع البلاد السعودية الآن ، وتوظيف الدين الإسلامي من خلال العملاء لدغدغة مشاعر السذج ، وغسل أدمغة الشباب ، ألم تر عملاء يفجرون في المساجد ؟؟!! ألم تر شائعات تنشر على أوسع نطاق ؟؟!! ومثقفين مغررا بهم ؟؟!! وعملاء يريدون إقصاء الدين من خلال استغلال جانب التحضر والرقي على الطريقة الغربية ، وينتهزون فرصة اتهام بلادنا ؛ لتمرير مخططاتهم العلمانية الغادرة ؟؟!!.....
لكن قادة هذه البلاد وشعبها لايتزعزعون ، ولا تنطلي عليهم أحابيل الأعداء ومؤامراتهم ، وأن قادة هذه البلاد يطبقون شريعة الإسلام ليس من أجل الخلق ، بل من أجل الخالق ، فهم يحيون ويموتون من أجل هذا الدين !!! وإيمانهم به راسخ رسوخ الجبال الرواسي ، فهم يرون أن مصدر عزة بلادهم هو تمسكها بدينها ، وأن استتباب الأمن في هذه البلاد سببه تطبيق شريعة الله ، على الجميع صغيرا كان أم كبيرا ، وأن هذه البلاد السعودية ليست محل تهمة من أحد ، لأن الواقع المحسوم ، يكذب نقدهم المسموم ، فهل يستطيع الأعداء أن يكذبوا الواقع المشاهد أمامهم ؟! بلاد يرفع قادتها الإسلام في كل محفل ولقاء ، وقضاء شرعي منصوص عليه نصا في نظام حكمها ، ولا سلطان عليه إلا سلطان الشريعة الإسلامية ، وهو يطبق على الجميع أمام العالم ، ومنجزات حضارية عملاقة ضاربة في مختلف المجالات ، تحت مظلة اﻹسلام ، انظر مثلا إلى الجامعات ، وانظر إلى الطرق والمواصلات ، وانظر إلى الحرمين الشريفين ، وانظر إلى وسائل الاتصال ، وانظر إلى الهيئات القانونية ، وانظر إلى مكافحة الفساد ، وانظر إلى أجهزة الأمن والشرط ، وانظر إلى الأمن المطبق الذي يحارب اﻹرهاب من منطلق إسلامي صرف ، وليس من أجل ضغوط خارجية ، و انظر إلى الخطط والمشروعات
والإستراتيجيات ، وانظر إلى هيئات العلماء ، وانظر إلى رئاسة الإفتاء ، ومجالس القضاء ، والمحاكم الإدارية ، وحقوق الإنسان ، وحقوق المرأة ، والدعم الحكومي ، والقروض والمساعدات وغير ذلك ، هل يستطيع اﻷعداء أن ينكروا هذه النماذج المشاهدة الحية على أرض الواقع ؟؟؟!!! هل يستطيعون أن يكذبوا أعينهم ؟؟!! أليس الواقع المحسوس دليلا على غيره ، وليس غيره دليلا عليه ؟؟!!
لكن اﻷعداء لما أخرسهم واقع بلادنا المشرف بكل المقاييس ، لم يستطيعوا إنكار الواقع ، وأنى لهم أن ينكروه ، وهو ماثل أمام الجميع ؟؟!! فماذا فعلوا ؟؟؟!!!
حاولوا أولا تحجيم منجزات بلادنا وإصغارها ، لكنهم أخفقوا ، ﻷن الواقع يكذبهم ، فهم يرون أن القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية واﻹعلامية والتعليمية في بلادنا مستقلة ، وأن العلماء مكرمون ومستشارون ، والقضاء مستقل ، واﻹسلام يعلو ولا يعلى عليه ، وأن قادة بلادنا في خدمة شعبها ، وأن الشعب ملتحم مع قيادته ، لما رأوا تلك الشواهد الماثلة وغيرها ، ذهبوا ينحتون من صخور حقدهم أخطاء هامشية صغيرة ، وراحوا ينفخون فيها ، ويكبرونها مرات ومرات ومرات ، فطمسوا منجزات بلادنا ، وحجبوا اﻹيجابيات ، وركزوا على السلبيات !!! علما أن اﻹيجابيات والمنجزات تمثل صفحة بيضاء ناصعة البياض ، والسلبيات تمثل خطا أسود صغيرا في تلك الصفحة البيضاء !!!! فهل إذا ركزنا على الخط اﻷسود ، وحجبنا الصفحة البيضاء كلها ، هل نكون صادقين مع أنفسنا ؟! أم نكون ظالمين أنفسنا ؟! هل نكون عادلين مع بلادنا وقادتها ؟؟!! أم نكون ظالمين لهم ؟! كيف ينطلي على البعض مكر اﻷعداء ؟! وما نسبة الخط اﻷسود الضئيل لتلك الصفحة الناصعة البياض ؟؟ !!! لاشيء !!! هل يمكن أن تقوم منجزات كبرى بدون أخطاء صغرى ؟؟!! هل يمكن أن يكون البشر الذي يعمل معصوما من الخطأ ؟؟؟ !!! أليست العصمة لﻷنبياء وحدهم فقط ؟؟؟!!!
ألم يحصل في أزهى العصور التاريخية ، وهو عصر النبوة أخطاء وتجاوزات ؟؟ هل ضر ذلك العصر ، وجعله عصرا مفضولا ، لا فاضلا ؟؟!! كلا أبدا ، رغم وجود بعض السلبيات فيه ...!!!
لكن ﻷن اﻷعداء دافعهم الحقد أولا ، وﻷنهم مأجورون ومرتبطون بجهات أجنبية معادية ثانيا ، تضمر الشر لهذه البلاد وقادتها فما كفوا عن نفث سمومهم ، وتشويه بلادنا وقادتها ، باختلاق التهم الباطلة ، واﻷكاذيب والافتراءات ،
ولايلام اﻷعداء فيما فعلوه ، ﻷنهم أعداء !! فماذا تنتظر من عدوك الذي يضمر لك الشر ؟؟!!
لكن مادورنا - نحن المواطنين - أمام هذه الهجمات الشرسة من اﻷعداء ؟؟!! دورنا أن نشتد تمسكا بديننا الذي هو عصمة أمرنا ، ونرفع مستوى الوعي لدينا ، ونكون على بصيرة من كيد اﻷعداء ، ونعلم كيف يخططون لتدميرنا ، ونقوي التحامنا مع قادتنا وعلمائنا ، ونعتز بتاريخنا المجيد ، فنفشل مخططات اﻷعداء ، وندحرهم صاغرين ... والله الموفق .
المشرف التربوي : عبدالعزيز بن محمد المقوشي .
إدارة تعليم محافظة البكيرية .