كأن الأنفلونزا الثقيلة التي طرحتني أرضا لم تكن كافية حتى أدخلتني رسالة قارئ في دوامة «دوخة» شكواه من مرور أكثر من ٦ سنوات على معاملة تثمين وصرف تعويض أرض أقام عليها مشروع محطة وقود نزعت ملكيتها لصالح مشروع جسر في منطقة الجوف!
القارئ أرفق برسالته سلسلة من نتائج ونقاشات اجتماعات لجان التثمين ولجان تحديد إحداثيات الموقع لزوم التثمين حتى شعرت للوهلة الأولى أن الموقع المراد نزع ملكيته هو موقع مدينة «أتلانتس» المفقودة أو أن نزعها يتم لصالح بناء الهيكل المزعوم وليس جسرا في طريق بري!
٦ سنوات من المرمطة بين المكاتب لتعويض رجل خسر في بناء مشروعه مدخرات عمره البالغة ثلاث ملايين ريال وعشرات محاضر اجتماعات اللجان والمعاملات المتنقلة بين المكاتب والمتقاذفة بين وزارتي النقل والزراعة بينما لم يستغرق مصادرة حلمه وتعطيل مصلحته سوى خطاب واحد لم تستغرق كتابته سوى ثوان معدودة!
وبدوري أسأل كم كلف الدولة تشكيل هذه اللجان وكم استغرقت من وقت الحكومة الثمين، وفي النهاية من المسؤول عن تعطيل حصول الرجل على التعويض العادل نفسيا وماليا، ليس لملكيته المفقودة وحسب، بل للوقت المهدر من مصالحه خاصة وهو يشكو في رسالته من تردي أحواله المالية وعجزه عن الوفاء بالتزاماته المعيشية بسبب تعطل مصلحته وضياع رأس ماله؟!
الموضوع يذكرني بخط أنابيب النفط «البيب» الذي مر بمزرعة جدي قبل أكثر من ٢٠ عاما ومنع من التصرف بالبناء أو الزراعة بجزء كبير من مزرعته ومات الرجل ومات بعض ورثته ومازال التعويض حبيس الأدراج!
خالد السليمان
“عكاظ”